فيزا تتعاون مع منصة Yellow Card لتيسير عمليات الدفع بالعملات المستقرة في 20 دولة أفريقية
التعاون بين فيزا (Visa) وYellow Card يشير إلى تحول كبير داخل القطاع المالي في أفريقيا، مع استخدام العملات المستقرة كوسيلة ربط مهمةٍ بين البنوك التقليدية والابتكارات الرقمية.
قامت شركة Visa بعقد اتفاقية تعاون مع منصة Yellow Card Financial لتوفير عمليات الدفع بالعملات الرقمية المستقرة في أفريقيا، وابتدأت ذلك مع دولةٍ واحدة لم يتم تحديدها في العام الحالي، بحسب تقرير وكالة بلومبيرج (Bloomberg) أمس الخميس. بالتالي، تُمثل هذه الاتفاقية نقطة حاسمة في التعاون المتزايد بين شبكات الدفع التقليدية وأنظمة العملات الرقمية في القارة.
اتفاقية التعاون هذه ستسهم في زيادة عمليات الدفع بالعملات المستقرة في أفريقيا
أكدت منصة تداول العملات الرقمية ومزود عمليات الدفع بالعملات الرقمية في 20 دولة أفريقية Yellow Card هذا الأسبوع اتفاقية التعاون هذه، والتي ستُسهم في تحسين استخدام عملة يو إس دي سي (USDC) وعملات الدولار الرقمية الأخرى للقيام بالمعاملات الدولية بسرعةٍ كبيرة وتكلفةٍ منخفضة، ومن المرجّح أن تتم إضافة أسواق أخرى في عام 2026.
وفي مقابلةٍ معه، قال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة Yellow Card كريس موريس (Chris Maurice) إن اتفاقية التعاون مع فيزا ستُساعد على ربط المؤسسات المالية المحلية بميزات عمليات الدفع على البلوكتشين.
وقال موريس: “فيزا مُرتبطةٌ بكافة البنوك حول العالم تقريباً، ما يوفر فرصاً كبيرةً للعمل مع المؤسسات المالية بشكلٍ عام من أجل الاستفادة من تقنية البلوكتشين بأكبر قدر ممكن”.
من ناحيتها، قامت Yellow Card -تأسست في عام 2016- بإطلاق عملياتها في نيجيريا في عام 2019، وقامت بتنفيذ معاملاتٍ بقيمةٍ فاقت 6 مليار دولار، كما أنها أول مُزود مرخص لعمليات الدفع بالعملات المستقرة في أفريقيا. وتواصل هذه المؤسسسة زيادة أنشطتها في القارة، مع التركيز على تيسير الوصول للدولارات الرقمية وإتاحة الخدمات المالية للجميع.
وتتيح هذه التفاقية مع فيزا تسهيل عمليات الاحتياطيات المالية وإدارة السيولة بشكلٍ سلس. حول ذلك، أشارَ موريس أن Yellow Card تسعى إلى توفير عمليات تحويلٍ وطرق دفع سريعةٍ ومنخفضة التكلفة في البلدان ذات الوصول المحدود إلى الدولار الأمريكي، بالترافق مع الزيادة السريعة لاستخدام العملات المستقرة في أفريقيا، بحسب بيانات Chainalysis. ومع تواصل انخفاض قيمة العملات العادية في بلدان كثيرة، وعدم توفر الدولار الأمريكي بشكلٍ كبير، تقدم العملات المستقرة بديلاً مفيداً لعمليات الدفع والادخار الدولية.
من جانب آخر، فقد ازداد استخدام العملات الرقيمة بشكلٍ عام في بلدان جنوب الصحراء الكبرى في عام 2024، مع ازدياد استخدام العملات المستقرة بشكلٍ أسرع، وتطوّر الأطر القانونية في كافة بلدان القارة. وهنا، تقوم بلدان كثيرة -مثل كينيا ونيجيريا وغانا وجنوب أفريقيا- بإعداد أو تنفيذ سياساتٍ تنظيميةٍ للأصول الرقمية، أبرزها مشروع قانون مزودي خدمات الأصول الافتراضية (Virtual Asset Service Providers Bill) في كينيا. حول ذلك، تؤكد كبيرة المستشارين القانونيين في Yellow Card إيدلين مورونجي (Edline Murungi) أن مشروع القانون “يشمل استخداماتٍ كثيرة”، وقد يساعد على تحويل كينيا إلى مركز للأصول الرقمية. وأردفت بقولها: “في حال قيام بلدان أخرى بتبني النهج نفسه، قد تصبح كينيا مركز نشاطٍ للكثير من الأصول الرقمية”.
جدير بالذكر أن موريشيوس هي أول دولة إفريقية تقوم بسن قانون للعملات الرقمية في عام 2021، وقامت بوتسوانا بإصدار أول ترخيص بعد عام واحد. وتمتلك الآن بلدان أخرى كثيرة -مثل أعضاء المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا (CEMAC)- قوانين رسمية ذات صلة بالقطاع. ويأتي هذا التعاون بين Yellow Card وVisa مع الازدياد المتواصل للطلب على عمليات الدفع الرقمية بالدولار في أفريقيا.
تعاون شركتي Circle وOnafriq لدعم عمليات الدفع بعملة يو إس دي سي (USDC) في أفريقيا مع نمو استخدام العملات المستقرة
مع إتاحة فيزا وYellow Card عمليات الدفع بالعملات المستقرة في أفريقيا، أسهم تطوّرٌ آخر في تعزيز زخم العملات الرقمية داخل القارة، ففي 30 نيسان/أبريل، أعلنت الشركة المُصدِرَة للعملات المستقرة سيركل (Circle) عقد اتفاقية تعاون مع Onafriq -وهي أكبر شبكةٍ لعمليات الدفع في أفريقيا- من أجل ريادة تسوية المُعاملات بعملة يو إس دي سي (USDC) في القارة.
ويهدف هذا التعاون إلى خفض التكلفة الكبيرة لعمليات الدفع الدولية، وإلغاء ضرورة الاعتماد على الوسطاء الأجانب. وتمتلك شبكة Onafriq أكثر من 500 مليون محفظة و200 مليون حساب بنكي في حوالي 40 دولة إفريقية.
كما يتم القيام بأكثر من 80% من المعاملات في أفريقيا عبر بنوك خارج القارة، ثمّ تسويتها عادةً بالدولار الأمريكي أو اليورو برسوم تصل إلى 5 مليار دولار سنوياً. وتسعى مبادرة سيركل إلى تغيير هذا الواقع باستخدام عملة يو إس دي سي (USDC) لتسوية المعاملات في القارة بسرعةٍ أكبر وتكلفةٍ أقل. ولا يُعد توقيت هذا الاتفاق مصادفة، فبحسب تقرير حديثٍ لمنصتي Artemis وDune، ارتفع عدد محافظ العملات المستقرة النشطة بنسبة 53% في العام الماضي إلى 30 مليون محفظة بحلول شباط/فبراير الماضي؛ كما ارتفع معروض العملات المستقرة إلى 225 مليار دولار، مع تخطي قيمة عمليات التحويل الشهرية 4.1 تريليون دولار، ما يشير إلى نمو تبني صغار المستثمرين والمؤسساتِ لهذه العملات، وإسهام العملات المستقرة بحوالي 43% من المعاملات بالعملات الرقمية في بلدان جنوب الصحراء الكبرى. في هذا السياق، حلت نيجيريا في الصدارة بجذبها معاملات عملات رقمية بقيمة 59 مليار دولار في العام الماضي، وبلغت نسبة المعاملات بقيمةٍ تقل عن مليون دولار 85%، ما يعكس الاستخدام الكبير لهذه العملات من قبل المستخدمين العاديين. ومع دخول لاعبين آخرين إلى القطاع، تتحول أفريقيا بشكلٍ سريع إلى مركز لاختبار استخدامات العملات المستقرة.
لا تفوّت الفرصة
in numbers
