كبرى الشركات المالية في أبو ظبي توحّد جهودها في مجال الكريبتو لإطلاق عملة مستقرة
تهدف العملة المستقرة الجديدة إلى دعم البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز ريادتها العالمية في مجال التكنولوجيا المالية.

تزداد خطط أبو ظبي طموحاً في مجال الأصول الرقمية، حيث تعمل ثلاثٌ من أكبر المؤسسات المالية في أبو ظبي على تنسيق جهودها لإطلاق عملة رقمية مستقرة جديدة مدعومة بالدرهم الإماراتي، وأعلنت شركة “القابضة” في أبو ظبي (ADQ) والشركة العالمية القابضة (IHC) وبنك أبو ظبي الأول (FAB) أمس الإثنين عن تعاونهم بغرض تطوير عملة رقمية ستخضع لإشراف البنك المركزي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وستعمل العملة المستقرة الجديدة على بلوكتشين ADI، وهي تقنية طوَّرتها مؤسسة ADI محلياً. وتهدف هذه العملة إلى توفير وسيلة دفعٍ موثوقةٍ للمواطنين والشركات والمؤسسات، كما ستدعم المعاملات المالية اليومية والمعاملات الرقمية الجديدة والمتقدمة.
وقالت المؤسسات في بيان مشترك: “سيتم استخدام هذه العملة المستقرة كعملةٍ رقمية موثوقةٍ للدفع عبر مجموعةٍ واسعة من المعاملات اليومية من قبل المواطنين والمستهلكين والشركات والمؤسسات”.
مشروع العملة المستقرة يُعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة المتنامية في مجال الكريبتو
تأتي الخطوة الأخيرة التي اتخذتها أبو ظبي في سياق الإستراتيجية العامة التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة لترسيخ مكانتها كمركزٍ عالمي للأصول الرقمية. وقد أحرزت الحكومة بالفعل تقدماً ملحوظاً من خلال تمكين الدفع بالعملات الرقمية، والمبادرة إلى إرساء القوانين الناظمة للأصول الرقمية، وتشجيع مشاريع البلوكتشين المحلية.
واتخذت الإمارات العربية المتحدة خطوةً كبيرةً -ضمن هذا الإطار- في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي من خلال إطلاق أول عملةٍ مستقرة رسميةٍ لها، وهي عملة AE Coin. وفي الشهر الماضي، تعهّدت مجموعة الاستثمار المحلية MGX باستثمار ملياري دولار في منصة Binance في واحدةٍ من أكبر صفقات الكريبتو على الإطلاق.
بناءً على ذلك، يعتقد الشركاء أن إطلاق العملة المستقرة الجديدة سيعزز البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويضعها في طليعة الابتكار العالمي في مجال التكنولوجيا المالية.
قطاع التكنولوجيا المالية في الإمارات يتوسع ليشمل قطاعاتٍ ناشئة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي
صرح السيد محمد حسن السويدي، المدير التنفيذي في شركة أبو ظبي القابضة ADQ، بأن هذه المبادرة “تُمثّل خطوةً محورية في التزامنا بتعزيز منظومة البنية التحتية الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة”. وأضاف بأن هذه العملة ستوفر حلاً آمناً وقابلاً للتطوير مع تقدمنا نحو اقتصاد رقمي مترابط.
ومن المتوقع أن يُصدر بنك أبو ظبي الأول -أكبر مُقرض في الإمارات العربية المتحدة- العملةَ المستقرة بمجرد حصوله على الموافقة التنظيمية. من جانبها، وصفت المديرة التنفيذية للبنك هناء الرستماني المشروع بأنه “تطوّرٌ رائد” من شأنه أن يُحدث ثورةً في طرق الدفع الموثوقة عبر البلوكتشين في مختلف القطاعات. بالمثل، صرّح سيد بصر شعيب، المدير التنفيذي للشركة العالمية القابضة (IHC)، بأن هذا المشروع سيفتح آفاقاً واسعة ويعزز ابتكارات التكنولوجيا المالية في المنطقة.
ولن تقتصر وظيفة العملة المستقرة على تغطية معاملات الدفع التقليدية فحسب، بل ستكون مصمَّمةً أيضاً لدعم المعاملات بين الأجهزة (M2M) والمعاملات القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ ويشير هذا التحول إلى التركيز على قطاعاتٍ مثل التمويل المستقل وإنترنت الأشياء (IoT).
حول ذلك، أشار جيوم دو لا تور (Guillaume de La Tour) -الرئيس التنفيذي لمؤسسة ADI- إلى أن بلوكتشين ADI ستُوفر “معاملاتٍ آمنةً وشفافة وفعّالة على نطاق واسع”، وهي ميزةٌ بالغة الأهمية للاقتصادات التي تسعى إلى التحوّل الرقمي المستدام.
وبأصولٍ تتجاوز قيمتها 225 مليار دولار، تقود شركة ADQ موجةً من الاستثمارات لبناء اقتصاد أبو ظبي الرقمي، ومن ضمنها مشروع العملة المستقرة الأخير هذا، والذي يندرج ضمن الجهود الرامية لتحديث أنظمة الدفع، كما أنه يدعم أيضاً هدف تنويع الركائز الاقتصادية واستقطاب الكفاءات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية إلى هذه الدولة الخليجية.






