أنطوني بومبليانو يرى أن إدارة ترامب تتلاعب بأسواق الأسهم لخفض معدل الفائدة
إفصاح إعلاني
نلتزم بالشفافية التامة مع قرائنا. يحتوي بعض محتوانا على روابط شراكة تسويقية، مما يعني أننا قد نكسب عمولة من خلال هذه الشراكات.يُرجّح أنطوني بومبليانو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) ووزير الخزانة سكوت بيسنت (Scott Bessent) يحاولان التسبّب بانهيار أسعار الأصول.

ربّما تعمّدت إدارة ترامب خلق اضطراباتٍ في السوق للضغط على رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول (Jerome Powell) لخفض معدلات الفائدة وفقاً لمُراقب أداء بيتكوين أنطوني بومبليانو (Anthony Pompliano)؛ ففي منشور له على منصة X بتاريخ 10 آذار/مارس الجاري، افترض بومبليانو -مؤسس Professional Capital Management ومديرها التنفيذي ومقدم بودكاست The Pomp على X- أنّ الرئيس دونالد ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت (Scott Bessent) يُحاولان التسبّب بانهيار أسعار الأصول، في محاولةٍ لإجبار الفيدرالي على خفض معدلات الفائدة.
كذلك، أشارَ بومبليانو إلى أن خفض معدلات الفائدة يُعَد أمراً حاسماً لتجنّب الحاجة لإعادة تمويل التزامات الدَّيْن الأمريكي البالغة قيمته 7 تريليون دولار، وكتب متسائلاً: “يتعمّد ترامب وفريقه التسبّب بانهيار الأسواق؛ فهل هيَ خطة مُحكمة أم أننا نشهد تخريباً عشوائياً؟”.
باول يُبقي معدلات الفائدة دون تغيير رغم ضغوط ترامب لخفضها
تأتي هذه النظرية في الوقت الذي رفض فيه باول مؤخراً خفض معدلات الفائدة رغم دعوات ترامب المتكررة لخفض تكاليف الاقتراض، حيث أبقى الفيدرالي في كانون الثاني/يناير الماضي على معدلات الفائدة ثابتةً ضمن نطاق 4.25-4.5%، متمسّكاً بموقفه الحذر إزاء مخاوف التضخم.
ويُجادل بومبليانو بأن التعريفات الجمركية الأخيرة التي فرضها ترامب أثارت ذعراً في الأسواق، ما صبَّ في مصلحة سوق السندات من خلال خفض عائدات سندات الخزانة لأجَلِ عشر سنواتٍ من حوالي 4.8% في كانون الثاني/ يناير إلى 4.21%، فقد يُبرّر خفضُ عائدها بالنهاية خفضَ معدلات الفائدة، ما يحدّ من تكلفة الاقتراض ويُنعش النشاط الاقتصادي.
وبغض النظر عمّا إذا كان ترامب يتلاعب بالأسواق متعمداً أم لا، فقد تعرّضت أسواق الأسهم لتراجعاتٍ حادة؛ حيث انخفض مؤشر S&P 500 (SPY) بنسبة 2.66% في 10 آذار/مارس، فيما تراجع Nasdaq-100 بمعدل 3.8% وفقاً لبيانات Google Finance. وعلى مدار الشهر الماضي، تراجع كلا المؤشرين بنسبة 7.32% و10.7% توالياً.
وبينما تلقت أسواق الكريبتو ضربةً أعنف، إذ انخفض سعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) بنسبة 27.4% مقارنةً بأعلى مستوياته المسجلة حتى الآن عند 108,786$، إلى جانب خسارة قطاع الكريبتو ما يزيد على 1.2 تريليون دولار من قيمته الإجمالية منذ 17 كانون الأول/ديسمبر؛ ويرى بومبليانو أنّ المواجهة المالية بين ترامب وباول أصبحت ساحة لاستعراض القوى.

وفي حين لم يؤكد ترامب اتباعه إستراتيجية كهذه، لكنّه ألمَح إليها خلال مقابلةٍ مع فوكس نيوز في 9 آذار/مارس الجاري، حيث قال: “لا يُمكن لأحدٍ أن يصبح ثرياً عندما تكون معدلات الفائدة مرتفعة لعدم قدرة الأفراد على اقتراض الأموال”. مع ذلك، يرى بومبليانو أن خفض معدلات الفائدة لن يصبَّ في مصلحة الإستراتيجية المالية للبيت الأبيض وحسب، وإنما سيُعزّز أيضاً الإنفاق الاستهلاكي عبر خفض تكلفة الاقتراض.
هل سيخفض الفيدرالي معدلات الفائدة؟
على الرغم من الضغوط المتزايدة، تُقّدر أداة CME FedWatch لاستطلاع معدلات الفائدة الأمريكية المرتقبة إمكانية إبقاء الفيدرالي على معدلات الفائدة كما هيَ في اجتماعه القادم بتاريخ 19 آذار/مارس بنسبة 96%، فيما اقتربت احتمالية خفضها في أيار/مايو الآن من 50%.
وعادةً ما يقاوم الفيدرالي خفض معدلات الفائدة عندما يكون معدل التضخم مرتفعاً بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار، ولكنْ إذا استمرّت الأسواق بالتراجع، فإن الركود المحتمل الذي قد يتسبّب به ترامب -الذي أطلق عليه البعض تسمية “Trumpcession”- قد يُجبر الفيدرالي على إعادة النظر.
فبحسب تقارير، دخلت خسائرُ منتجات الكريبتو الاستثمارية أسبوعَها الرابع على التوالي، ما دفع المستثمرين الأسبوع الماضي إلى سحب استثماراتٍ بقيمة 876 مليون دولار. ورغم تباطؤ وتيرة خروج الاستثمارات، ما يزال المزاج العام سلبياً، ما ترتب عليه تجاوز إجمالي الاستثمارات المغادرة خلال الشهر الماضي 4.75 مليار دولار؛ وهوَ ما أدى إلى تراجع صافي الاستثمارات الواردة منذ بداية العام حتى الآن ليصل حتى 2.6 مليار دولار، إلى جانب تراجع إجمالي الأصول المُدارة (AuM) بمقدار 39 مليار دولار حتى 142 مليار دولار، ولتُسجّل بذلك أدنى مستوياتها منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2024.






