تقارير تفيد بأن 52% من مالكي العملات الرقمية في سنغافورة يستخدمونها كوسيلة دفع لقاء السلع والخدمات
تواصل سنغافورة الظهور كمركز عالمي رائد للأصول الرقمية، مدفوعةً بزيادة التبني بين مواليد الثمانينات والتسعينات (الجيل Z) وجيل الألفية ممّن أصبحوا يستخدمون فئة الأصول هذه على نحو متزايد كوسيلة دفع رغم ما يواجهونه من صعوباتٍ وتحديات.

المحاور الرئيسية:
- أكثر من 50% من مالكي الأصول الرقمية في سنغافورة يستخدمونها لإتمام مشترياتهم الروتينية.
- مواليد الثمانينيات والتسعينيات وجيل الألفية يتصدّران موجة التبني، مع بلوغ معدل مُلكيتها بينهم 40% واستخدامَهم المتكرر لها ضمن متاجر التجزئة.
- شركات كبرى مثل Sony بدأت بقبول العملات الرقمية كوسيلة دفع رغم استمرار معوقات تجربة استخدامها.
تتحوّل العملات الرقمية باستمرار إلى وسيلة دفع عمليةٍ في سنغافورة، مدفوعةً بجيلٍ شاب مُلمٍّ بالتكنولوجيا وتزايد أحجام المعاملات، لكنّ هناك تحدياتٍ مستمرةً تُواجهها مثل التعقيد ومحدودية قبولها رُغم تزايد مستوى تبنيها المتواصل.
فتبعاً لتقرير Straits Times الصادر في 8 نيسان/أبريل، ازداد معدل امتلاك العملات الرقمية في سنغافورة إلى 26% عام 2024 بعد أن بلغ 24.4% في سابقه.
أنماط إنفاق جيل العصر الرقمي مقارنةً بأنماط التحويل التقليدية
أزاح التقرير الستار عن إحصائياتٍ متعلقةٍ بأوجه استخدامٍ أخرى جديرةٍ بالاهتمام؛ فقد سبق لـ 52% من مالكي العملات الرقمية استخدامُها في إجراء عمليات الدفع، كما ينوي 67% منهم استخدامَها في مُعاملاتهم المستقبلية.
تصدّرت الأجيال الشابة -وبالأخص جيل Z وجيل الألفية- تبني العملات الرقمية في سنغافورة نظراً لاحتفاظ 40% منهم بهذه الأصول، لكنّ أنماط الاستخدام تتباين باختلاف الجيل، حيث يستخدمها ما يزيد على 41% من المستخدمين الأصغر سناً في التسوق عبر الإنترنت، ويُسدد 36% آخرون فواتيرهم عبرها، بينما يستخدمها 27% منهم لإتمام عمليات الشراء داخل المتاجر.
لكنّ المستخدمين الأكبر سناً لهم أولوياتٌ مختلفة؛ فبين من تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو يزيد، يستخدم 43% منهم العملات الرقمية بالأساس لإتمام التحويلات من النظير إلى النظير (P2P) لإرسال الأموال لأصدقائهم وعائلاتهم؛ ويُمثل التسوق عبر الإنترنت 35.7% من استخداماتهم يليه دفع الفواتير بنسبة 17.2%. ورغم تنامي استخدامها، يرى أكثر من 60% من المستجيبين للاستبيان أنّ العملات الرقمية معقّدةٌ للغاية، وتُمثل المخاوف الأمنية تحدياً يواجه 60% منهم، كما أن محدودية قبولها من قبل المتاجر تُسبب إحباطاً يصيب 54% من مالكيها.
مع ذلك، تستمر أحجام معاملات العملات الرقمية في سنغافورة بالازدياد؛ فتبعاً لمنصة تحليل بيانات البلوكتشين Chainalysis، قفزت هذه المدفوعات إلى قرابة المليار دولار في الربع الثاني من عام 2024، مُسجلةً أعلى مستوياتها منذ عامين.
دور العلامات التجارية في تحويل العملات الرقمية من مجرد هوس عابر إلى وسيلة عملية
فيما تستمر معدلات تبني الأفراد للعملات الرقمية بالتسارع في سنغافورة، ازداد قبولها من قبل المؤسسات بشكلٍ مماثل، فقد ازداد معدل تبني العملات الرقمية في سنغافورة بفضل شراكاتٍ تجارية مؤثرة، كما لفتت أحجام المعاملات المتزايدة انتباه شركاتٍ كبرى تقود حالياً ابتكارات قطاع وسائل الدفع.
ويُمثل التحالف الأخير بين شركة Sony ومنصة Crypto.com لاستخدام عملة USDC كوسيلة دفع ضمن متجرها الإلكتروني مَعلماً بارزاً بحدّ ذاته؛ فللمرة الأولى تعتمد علامة تجارية رائدة في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية بسنغافورة استخدام العملات الرقمية كوسيلة دفع مُباشرة، فقد أتاحت للمتسوقين استخدام USDC -وهي عملة مستقرة منظمة ومرتبطة بقيمة الدولار الأمريكي (USD)- كوسيلة دفع مقبولة، ضمن مساعي شركة Sony لإتاحة وسيلة واضحةٍ وآمنة للمستهلكين بهدف إتمام مشترياتهم اليومية. ومع إيلاء تطبيقها الأولوية لتحسين تجربة الاستخدام، تُعنى آلية Crypto.com Pay بتبسيط قبول الأصول الرقمية كوسيلةٍ للدفع.
من جانبها، تنسجم خطوة Sony في قطاع الكريبتو مع مبادراتها المتعلقة بالويب الثالث (Web3)، حيث تشمل مشاريعَ طموحة مثل بلوكتشين Soneium التي طوّرها مُختبرُها لحلول البلوكتشين، في خطوة تتماشى مع نهج سنغافورة الرامي لتصدّر سباق تبني العملات الرقمية عالمياً. وتُظهر تحركات سوني في البلاد الأهمية المتزايدة لسنغافورة، لكنّ نهجَها يأتي ضمن منافسةٍ عالميةٍ أوسَع، حيث تتصدّر الإمارات العربية المتحدة (UAE) حالياً معدلات تبني العملات الرقمية عالمياً بنموّ ملحوظ، وذلك وفقاً لتقرير أصدرته Atmos في آذار/مارس الماضي، والذي أشارَ إلى ازدياد معدل تبنيها داخل الإمارات بنسبة 210% في عام 2025، حيث بلغ مؤشر التبني 98.4 من 100، لتتصدّر الدولة وتيرة ملكيتها عالمياً بنسبة 25.3%. أيضاً، تستعد الإمارات لإطلاق عملتها الرسمية الرقمية (الدرهم الإماراتي) وإتاحته ليَستخدمَه العامة.
وعلى الرغم من ريادة الإمارات العربية المتحدة لهذا السباق، تسعى سنغافورة إلى الحفاظ على موقعها التنافسي عالمياً؛ فوفقاً لتقرير Atmos، شهدت إمارة دبي ازدياد معدل تبني العملات الرقمية بنسبة 150%، حيث يَمتلك قرابة 25% من سكّانها أصولاً رقمية، فيما أظهرت الولايات المتحدة بدورها تبنياً متسارعاً؛ فمع ازدياد التبني بنسبة 220%، تستضيف البلاد أكبرَ شبكة أجهزة صرّافٍ آلي (ATM) لبيتكوين عالمياً، مُستفيدةً من تحوّلها نحو نهج تنظيميّ أكثرَ ملاءمة مع الإدارة الحالية.
الأسئلة الشائعة
استجابت الشركات التجارية لهذه الزيادة بتوفير المزيد من خيارات الدفع باستخدام العملات الرقمية، في تحوّلٍ يُمكنه إثراء الابتكارات في مجال التكنولوجيا المالية، وتحدّي النظم المصرفية التقليدية بما يؤدي إلى ظهور أطر تنظيمية ومنتجاتٍ مالية جديدة.
يتعاون بعضها مع شركاتٍ موثوقةٍ بالقطاع، ويُغري بعضُها المتسوّقين بمكافآتٍ، فيما تُشجع أخريات مستخدميها بتوفير محفزاتٍ وإبراز المزايا التي يمكن الحصول عليها.






