ترامب ضد ماسك: سوق العملات الرقمية يتحول إلى الأحمر، وتيسلا تنخفض بنسبة 14%
نشب خلاف علني بين دونالد ترامب وإيلون ماسك تسبب في هز الأسواق المالية، وانهيار سهم تسلا، وسحب قطاع العملات الرقمية إلى موجة انخفاض واسعة بسبب زيادة مشاعر النفور من المخاطر.
بلغ الخلاف ذروته في 5 يونيو خلال اجتماع في البيت الأبيض مع المستشار الألماني، حيث عبّر ترامب عن استيائه من ماسك، الذي كان حتى وقتٍ قريب أحد أقرب مستشاريه. وقال ترامب: “أشعر بخيبة أمل كبيرة من إيلون”. “لقد ساعدت إيلون كثيرًا.”
لم يضيع ماسك أي وقت في الرد. في منشور حاد على منصة X، اتّهم ماسك ترامب بالجحود، وردّ عليه قائلاً: “بدوني، لكان ترامب قد خسر الانتخابات.” وقد جسّد هذا الخلاف نهاية درامية لتحالفهما القوي الذي تشكّل خلال الولاية الثانية لترامب.
هجوم ماسك على ترامب يزيد من تقلبات السوق المالية
وتصاعدت التوترات أكثر عندما ردّ ماسك بـ “نعم” على منشور في منصة X يدعو إلى عزل ترامب من منصبه. هذا التعليق لفت الأنظار على الفور، رغم أن أي محاولة من هذا النوع تُعد مستحيلة سياسياً في الوقت الحالي، نظراً لأن الجمهوريين يسيطرون على الأغلبية في كلا مجلسي الكونغرس.
وسرعان ما انعكست تداعيات الخلاف على الأسواق. فقد تراجع سعر البيتكوين إلى 100,783 دولار يوم الخميس قبل أن يعاود الصعود إلى ما فوق 102,700 دولار. ووفقاً لبيانات Coinglass، جرى تصفية أكثر من 324 مليون دولار من مراكز الشراء على البيتكوين خلال الـ24 ساعة الأخيرة. كما انخفض سوق العملات الرقمية الأوسع بنحو 5% خلال نفس الفترة.
أما عملة الميم TRUMP، والتي كانت قد سجلت ارتفاعات كبيرة خلال ذروة التحالف بين ترامب وماسك، فقد تراجعت بنسبة 10%. ويقول المحللون إن تأثير ماسك على سوق العملات الرقمية، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السياسي، أضاف مزيداً من الاضطراب إلى سوق يعاني أصلاً من تقلبات شديدة.
تسلا تتهاوى مع تصاعد الخلاف ومخاوف خسارة دعم الفيدرالي
في المقابل، تكبّدت أسهم تسلا خسائر أكثر حدة، حيث أغلقت بانخفاض 14% يوم الخميس، لتصل الخسائر الإجمالية إلى 16% منذ أن بدأ ماسك بمهاجمة مشروع قانون ترامب للسياسات المحلية الأسبوع الماضي.
وبات سعر السهم حالياً أقل بنحو 33% مما كان عليه في يوم تنصيب الإدارة الحالية، وهو ما يعكس مخاوف متزايدة من أن هذا الخلاف قد يعرّض مليارات الدولارات من الإعانات والعقود الفيدرالية للخطر، وهي عناصر حيوية لمستقبل تسلا على المدى الطويل.
حتى وقتٍ قريب، كان ماسك يشغل دور مستشار غير رسمي بارز لترامب، حيث ساهم في صياغة قرارات سياسية رئيسية، وغالباً ما كان يُمثل الإدارة في المحافل الدولية.
رحيله المفاجئ من تلك الدائرة المقربة ترك فراغًا واضحًا في تنسيق السياسات التقنية، مما جعل الأسواق في حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تعامل الإدارة مع قضايا محورية مثل السيارات الكهربائية والبنية التحتية للفضاء.
ومما يزيد من حالة عدم اليقين، أن ماسك ألمح إلى إمكانية إطلاق حركة سياسية جديدة بالكامل. هذا الاحتمال، إلى جانب مخاطر التراجع التنظيمي أو سحب التمويل، جعل المستثمرين يستعدون لمواجهة بيئة أكثر عدائية. وليس الأمر مقتصرًا على تيسلا فحسب، بل يشمل أيضًا قطاعي التكنولوجيا والعملات الرقمية بشكل عام، واللذين كثيرًا ما تحركا بتأثير مباشر من ماسك.
لقد تحوّل هذا الصدام إلى ما هو أكثر من مجرد خلاف سياسي جانبي. إنه مثال نادر على تصادم السياسة القائمة على الشخصيات مع أساسيات السوق. في الوقت الحالي، يبدو أن كلا من سوق العملات الرقمية وتيسلا عالقان تمامًا في مرمى النيران المتبادلة.
لا تفوّت الفرصة
in numbers
