تبني العملات الرقمية قد يسهم في استقرار سعر الروبل حسب محلل اقتصادي روسي
الاتفاقيات التجارية الدولية حول العملات الرقمية “لا تستخدم العملات الصعبة”، وفقاً للأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد (HSE) أوليج فيوجين (Oleg Vyugin).

أشار المحلل الاقتصادي الروسي البارز والأستاذ لدى المدرسة العليا للاقتصاد (HSE) التابعة لجامعة الأبحاث الوطنية (National Research University) أوليج فيوجين أن تبني روسيا للعملات الرقمية لعبَ دوراً مهماً محتملاً باستقرار” سعر الروبل في الأشهر الأخيرة”، بحسب تقرير للصحيفة الروسية RIA Novosti في 13 نيسان/أبريل.
العملات الرقمية قد تسهم في انخفاض هيمنة الدولار الأمريكي بحسب المحلل الاقتصادي الروسي
ألقى فيوجين -وهو الرئيس السابق للهيئة الفيدرالية الروسية للأسواق المالية (Russian Federal Financial Markets Service) والرئيس السابق لبورصة موسكو (Moscow Exchange)- كلمة في مؤتمر حول الاستثمار والتداول.

وأشار الأستاذ فيوجين إلى أن الزيادة “المُحتملة للتسويات التجارية الدولية بالعملات الرقمية” من قبل “الشركات الروسية” قد يمثل أحد أسباب استقرار سعر الروبل الروسي “RUB”، مشيراً إلى أن الاتفاقيات التجارية بالعملات الرقمية “لا تستخدم العملات الصعبة”، ما قد يكون أحد أسباب انخفاض الطلب على الدولار الأمريكي والعملات العادية الأخرى، وفقاً للمحلل الاقتصادي. وقال فيوجين:
“علينا أن نأخذ هذه التسويات التجارية بعين الاعتبار، فمثلاً لدينا معلومات تفيد بأن روسيا تستخدم العملات الرقمية في التسويات التجارية […] مع الصين، ما يعني عدم وجود طلب على الدولار الأمريكي لعدم الحاجة إليه من أجل القيام بهذه التسويات”.
كما أشار فيوجين إلى أنه رغم “صعوبة” القيام بهذه التسويات، لم يوفر “استخدام الدولار” في هذه الاتفاقيات التجارية أيَّ فائدة تُذكر. وأردف بقوله:
“قد يُسهم استخدام طرق دفع بديلةٍ في خفض الطلب على العملات الصعبة، وقد يمثل هذا أحد أسباب انخفاض الطلب على الدولار”.
ما أسباب انخفاض الطلب على اليوان الصيني والدولار الأمريكي؟
أكد المحلل الاقتصادي الروسي أن أفكاره هي “مجرّد افتراضات”، لكنه أشار أيضاً إلى أن تبني العملات الرقمية قد يؤثر على طلب العملات التقليدية الأخرى مثل اليوان الصيني. وبدورها، أشارت الصحيفة الروسية إلى أنّ سعرَ اليوان مقابل العملات الأخرى في بورصة موسكو “يُواصِل انخفاضه منذ عدة أشهر”.

وتعني بيانات البورصة هذه أن أسعار اليوان انخفضت بنسبة 22.4% مقارنة بمستوياتها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي عند 14.5 روبل، أي ما يُعادل 0.17$. وبلغ سعر العملة الصينية لدى بورصة موسكو 11.25 روبل (0.14$) في نهاية جلسة التداول يوم الجمعة الماضي 11 نيسان/أبريل. غيرَ ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ السعر الرسمي للدولار الأمريكي لدى البنك المركزي الروسي انخفض من 109.58 روبل -ما يُعادل 1.32$ حالياً- إلى 84 روبل في الفترة نفسِها، بانخفاض نسبته 23.3% منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
البنك المركزي الروسي يواصل ممانعته استخدام العملات الرقمية
قام المشرعون الروسيون بزيادة مطالباتهم حول توفير حريةٍ أكبر للشركات لإجراء الصفقات التجارية الدولية بالعملات الرقمية، مع تواصل ممانعة البنك المركزي لتبني العملات الرقمية بشدة رغبةً منه بإلزام الشركات الاقتصارَ على القيام بالاتفاقيات التجارية ضمن إطاره التنظيمي الرسمي الخاص بالدفع بالعملات الرقمية؛ ولكنّ عدداً متزايداً من الشركات المحلية -ومن بينها شركة خدمات لوجستية مهمة- طالبت الحكومة بوضع إطار قانوني يتيح لشركاتٍ أكثرَ استخدامَ العملات الرقمية كإحدى أدوات تسوية الاتفاقات التجارية الدولية.
ويرى مُحللون أن الشركات الروسية بدأت استخدام العملات الرقمية بشكلٍ أكبرَ للتعامل مع حزم العقوبات التي بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرضها بعد اندلاع الحرب ضد أوكرانيا في شباط/فبراير من عام 2022.






