توجيهات البنك المركزي المتعلقة بالكريبتو “ستحظر تداول USDT في روسيا”
القواعد التنظيمية الجديدة لن تمنع الشركات الروسية من استخدام عملة تيثر (USDT) لتسوية المعاملات التجارية الدولية، وإنما قد تمنع المستثمرين من شراء العملات المستقرة.

أوضح خبراء أن توجيهات البنك المركزي الروسي المتعلقة بالأصول الرقمية قد تؤدي عملياً إلى حظر تداول عملة تيثر (USDT) في روسيا، لكنّ هذه القوانين -برأيهم- لن تمنع الشركات الروسية من استخدام USDT أو غيرها من العملات المستقرة (Stablecoins) كوسيلةٍ للدفع أو لتسوية صفقاتها التجارية الدولية.
هل أصبح تداول USDT في روسيا معرضاً للخطر؟
أفادت وكالة RBC الإعلامية بأن البنك المركزي أصدر توجيهاته قبل موافقته المنتظرة على أنشطة التداول ضمن المشروع الاستكشافي للعملات الرقمية، على أن تدخل هذه التوجيهات حيّز التنفيذ في 26 أيار/مايو.

وتم إنشاء مشروع الكريبتو الاستكشافي بهدف تمكين الشركات الروسية من استخدام العملات الرقمية في تسوية المعاملات التجارية الدولية ويخضع لإشراف البنك المركزي الروسي؛ وتَعتزم موسكو توسيع نطاقها خلال الأسابيع المقبلة بما يتيح للمستثمرين المؤهلين العاديين أو “الفائقين” تداول العملات الرقمية عبر منصاتٍ مُعتمدة من قبل البنك المركزي، إلا أن التوجيهات الأخيرة للبنك المركزي تمثل ضوابط ومعايير لنوعية العملات الرقمية التي سيُسمَح بتداولها.
فهذه التوجيهات تنص على أن العملات الرقمية “يجب ألّا تكون مرتبطة بأوراق مالية صادرة عن جهات عدائية”، كما تؤكد على ضرورة الحاجة إلى التعامل مع مشاريع مقراتُها “دولٌ صديقة”، والمقصود بـ”المعادية” هنا هي الدول التي فرضت عقوبات على روسيا أو تلتزم باتباع أنظمة عقابية ضدها، بينما تشير “الصديقة” إلى الدول التي تتخذ موقفاً مُحايداً تجاه موسكو.
وقد تضمنت التوجيهاتُ أيضاً بنوداً يبدو أنها تستهدف استخدام العملات التي “يمكن أن يتم حظر الوصول إلى أرصدتها إما من قبل جهات إصدارها نفسِها أو وكلاء الدفع أو أشخاص يديرونها”، وهو ما يبدو أنه قد يمتد ليشمل إصدار أوامر للمشغلين بحرق أرصدة الكريبتو المملوكة لمواطنين روس.
هل تُحدق المخاطر بالعملات المستقرة الأخرى؟
لم يذكُر البنك المركزي في توجيهاته أي أصول رقمية بالاسم، كما لم يتطرّق بشكلٍ مباشر إلى إمكانية حظر عملة USDT، لكنّ بعض الخبراء اتفقوا على أن غالبية العملات المستقرة المرتبطة بقيمة الدولار الأمريكي (USD) لن تستوفي معايير البنك المركزي الروسي.
في سياق متصلٍ، علّق جورجي جوكاسيان (Georgy Gukasyan) -مدير قسم الضرائب والشؤون القانونية في شركة DRT (الفرع الروسي السابق لشركة Deloitte)- على هذه التطورات بقوله إن توجيهات البنك المركزي “جاءت فضفاضة بما يشمل بعض العملات المستقرة”.
أمّا ميخائيل أوسبنسكي (Mikhail Uspensky) -عضو المجلس الاستشاري الروسي لشؤون الكريبتو التنظيمية- فأشار إلى أن عملة USDT “لا تتوافق مع معايير البنك المركزي الأخيرة، وبالتالي لن يُسمَح بتداولها داخل روسيا”، موضحاً أن البنك المركزي بدأ بوضع هذه التوجيهات منذ فترة، كما أكد أن “استخدام العملات المستقرة لتسوية المعاملات التجارية الدولية لن يكون محظوراً”.

تعقيدات التحقق من الهوية
أوضح جوكاسيان أن التزام شركة تيثر بسداد مستحقات مالكي أرصدة تيثر (USDT) بما يوازيها من أرصدة الدولار الأمريكي النقدية “يقتصر فقط على فئةٍ معيّنةٍ من حامليها”، لافتاً الانتباه إلى أن مالكي USDT الراغبين باسترداد أرصدتهم تقدياً ملزمون باجتياز بروتوكولات التحقق من الهوية (KYC) ومكافحة غسل الأموال، ومشيراً إلى أن هذه الإجراءات “متوافقة بالكامل” مع العقوبات المفروضة على روسيا.
كذلك، بين جوكاسيان أن هذا يعني قدرة شركة Tether –”وفقاً لتقديرها الخاص”- على “رفض سداد” أرصدة مالكي عملتها الأفراد الذين لا يستوفون معاييرها الخاصة بالتحقق من الهوية، مضيفاً أن جهة إصدار USDT لديها أيضاً القدرة على تجميد الأرصدة المُحتفظ بها “لدى محافظ أيّ من المستخدمين، وبحسب تقديرها المطلق متى شاءت”. واستشهد الخبير بسابقة منصة التداول الروسية Garantex، حيث أوقفت السلطات الأمريكية في آذار/مارس الماضي أسماء نطاقاتها على الإنترنت (مواقعها الإلكترونية) وجمّدت أصولاً بقيمة 26 مليون دولار؛ حينها شاركت شركة تيثر في تنفيذ هذه الإجراءات وجمّدت أرصدةً تقدر بملايين عملات USDT تابعةٍ لمحافظ منصة Garantex.






