عملات الميم تمثل سوقاً مثيرةً للاهتمام وفقاً لمسؤول تنفيذي لدى بنك سيجنوم (Sygnum)
يرى بيرجر أن عملات الميم تتمتع بالشفافية ولا تمثل تهديداً لقطاع الكريبتو ولا تُشكّل سوى جزء محدود من نظامه التقني، لكنه أكد حاجتها إلى إطارٍ تنظيميٍّ ملائم.

وفقاً لتصريحات أدلى بها مارتن بيرجر (Martin Burgherr) كبير مسؤولي العملاء لدى بنك سيجنوم (Sygnum)، فإن عملات الميم لا تمثل سوى شريحةٍ صغيرة من النظام التقني الأوسع لقطاع الكريبتو، لكنها تلعب دوراً في منظومة العصر الرقمي. وقد وصَفها خلال حديثه مع دان مورفي (Dan Murphy) مقدّم قناة CNBC بأنها تُعدّ “تمثيلاً رقمياً للفت الانتباه”، وأنها لا تستمد قيمتها من أسسها -بالأصل- بل من القيمة الاجتماعية التي تُولّدها.
وأضاف بيرجر أن “لفت الانتباه له قيمته”، موضحاً أن تأثير عملات الميم على منصات التواصل الاجتماعي -كمنصة X (تويتر سابقاً)- غالباً ما يأتي من أعداد المتابعين، وأنها تعتبر تمثيلاً رقمياً لهذا الحضور المؤثر على المنصات، ما يُفسر الاهتمام الكبير والقيمة المُتصوّرة لعملة الميم ترامب (Official Trump-TRUMP) المرتبطة بالرئيس الأمريكي.
عملة TRUMP تؤكد أهمية التمثيل الرقمي للاهتمام والانتماء السياسي
تم إطلاق عملة الميم TRUMP قبل أيام قليلةٍ من تنصيب دونالد ترامب كالرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة عام 2025، وتم تصميم العملة من قِبل شركتي CIC Digital LLC وFight Fight Fight LLC التابعتين لمؤسسة ترامب، وبالتالي فإن العملة تحمل علامة تجارية مرموقة، ويضم شعارها صورةً كرتونية لترامب مُلوّحاً بقبضته بعد محاولة الاغتيال الفاشلة منتصف عام 2024.
ورغمَ تسويقها كرمزٍ غير سياسي مُتماشٍ مع شعار ترامب “FIGHT FIGHT FIGHT”، لكنّ توقيت إطلاقها وواجهتها جعلاها مَحطّ أنظار المهتمين بالشؤون السياسية، علماً أنها مبنيةٌ على بلوكتشين سولانا وتُعلن صراحةً أنها ليست استثماراً أو ورقة مالية رغم امتلاك مؤسسيها 80% من معروضها الكلي.
وفيما شكك منتقدوها بمدى أخلاقيتها، تؤكد شعبيتها ظهور صيحة متنامية في عالم الكريبتو الذي تعكس فيه العملات المحتوى الرائج والمزاج العام أكثر من اتباعها لقوى السوق التقليدية.
بيرجر يدافع عن شرعية عملات الميم، ويرى أنها تمثل قطاعاً محدوداً
صرّح بيرجر بأن Sygnum-أحد بنوك الأصول الرقمية الخاضعة للتنظيم ومقره سويسرا وسنغافورة- لا يُشجّع على مضاربات عملات الميم، وقال: “نحن نؤمن في المقام الأول بالعملات الرقمية البارزة أمثال بيتكوين وإيثيريوم وسولانا”، مضيفاً أن التعرض الاستثماري لعملات الميم ينبغي أن يكون نابعاً بالكلية من رغبة المستثمرين بالمخاطرة، رافضاً فكرة أن عملات الميم تُضعِف الثقة بالقطاع ككل، ومشيداً باتسامها -بشكلٍ عام- بالشفافية، لكنه أوضح أنها -كأيّ قطاع جديد- تتطلب وضوحاً من حيث الحوكمة والامتثال التنظيمي قبل تقييمها بإنصاف. وفقاً لذلك، أشار بيرجر أنها لا تمثل سوى جزء صغير من منظومةٍ أوسَع تشمل نظم التمويل اللامركزي (DeFi) والعقود الذكية وبيتكوين (Bitcoin-BTC).
في ذات السياق، أوضح بيرجر أن بيتكوين ما تزال تهيمن على قطاع الكريبتو وتتفوق بشكلٍ كبير على العملات الناشئة مثل عملة TRUMP من حيث المصداقية والقيمة السوقية، واصفاً الهوس بعملات الميم على أنه انعكاس لتنوع القطاع وليس تهديداً لشرعيته. ولدى سؤاله عن انطلاقة أسواق الكريبتو، أجاب بيرجر أن مكاسب بيتكوين الأخيرة تبدو مدفوعة بمزيج من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي وتجدد التفاؤل بشأن أصول المخاطرة، مشيراً إلى المخاوف المتعلقة بالتضخم والتساؤلات بشأن استدامة الديون الأمريكية كعوامل رئيسيةٍ تزيد من اهتمام المستثمرين بالذهب وعملة بيتكوين.





