نوفوجراتز يرى أن فوضى السوق وضغوط الرسوم الجمركية تبعد المستثمرين الجدد عن سوق العملات الرقمية
يرى نوفوجراتز أنّ أداء عملة بيتكوين يتراجع في أوقات الخوف، حيث تُعيق عقليّة “العزوف عن المخاطرة” موجات التبني الجديدة.

يرى مايك نوفوجراتز (Mike Novogratz) -الرئيس التنفيذي لشركة Galaxy Digital- أن الأسواق المالية في مهبّ تحوّلٍ عميق يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة التقليدية كالذهب حتى في الوقت الذي يكافح فيه سوق العملات الرقمية للوقوفِ على قدميه.
وفي حديثه مع شبكة CNBC يوم الأربعاء، قال نوفوجراتز أنّ التصعيد الأخير في الرسوم الجمركية باغت الكثيرين وأحدَث صدمةً في أرجاء الاقتصاد العالمي. وأوضح أن ردة فعل السوق هذه مرتبطة بتغيراتٍ جيوسياسيةٍ أوسَع تُغيّر البنية الأساسية لمنظومة الأمن والاقتصاد العالمي. وصرّح نوفوجراتز بأن “قول ترامب: مهلاً، أود تغيير ذلك، قد أدى إلى حالة من عدم اليقين الشديد”، لافتاً إلى أن هذا الاضطراب يطال مختلف فئات الأصول.
فتور الطلب على العملات الرقمية مع تزايد الطلب على الذهب إثر حالة عدم اليقين
تراجعت سوق الأسهم الأمريكية بنحو 10% منذ بداية العام، وهو انخفاضٌ يراه نوفوجراتز دون حجم الحدث، مشيراً إلى تغيُّراتٍ بنيوية عميقةٍ تشق طريقها حالياً في قلب النظام الاقتصادي، حيث قال: “يميل الناس إلى تجنب المخاطرة”، مشيراً إلى أن عملة بيتكوين -التي يُنظر إليها غالباً كأداة تحوّط في الأوقات المضطربة- تعاني في ظل تقييد الخوف لوتيرة التبني. وتابع قائلاً: “رأينا عدداً قليلاً جداً من المشترين الجدد”، في إشارة إلى أن حالة الفوضى الراهنة تعيق دخول استثماراتٍ جديدة إلى سوق الأصول الرقمية.
وأما الذهب، فهو يُجسّد مخاوف المستثمرين، فقد علّق نوفوجراتز قائلاً: “الذهب وبيتكوين بمثابة شهادتي تقييم للإدارة المالية”، ولفت إلى ارتفاع أسعار الذهب كدليلٍ على تضاؤل الثقة في القيادة الاقتصادية، حيث تقوم البنوك المركزية الأجنبية بزيادة مشترياتها من الذهب. وتكهّن نوفوجراتز بإمكانية ظهور عملةٍ مدعومةٍ من دول مجموعة بريكس خلال عامين، وربّما تكون مرتبطة بالذهب.
نوفوجراتز يحذر من بوادر مبكرة لتحول اقتصادي شامل
يرى نوفوجراتز أن مشهد الاقتصاد الكلي بدأ يتماثل مع سماتٍ معهودة في الأسواق الناشئة. ونبّه قائلاً: “معدلات الفائدة مرتفعة وقيمة الدولار متراجعة، ما يعني أن سلوكنا الاقتصادي يقترب من سلوك الأسواق الناشئة”، مشيراً إلى أن الأسواق المتقدمة ظلّت لعقود قادرةً على تحمّل العجز دون أن تتأثر أسواق السندات، ويبدو أن تلك الفترة قد ولّت.
ويشير التقلّب الأخير في سوق السندات إلى مخاوف أعمق تتعلق بنهج واشنطن، إذ أوضح نوفوجراتز أن “الأسواق ترى أنكم تتحركون بسرعةٍ مفرطةٍ وأن الإستراتيجية المتّبعة لن تكون فعالة”، فحتى الزيادات الطفيفة في معدلات الفائدة تنطوي حالياً على تكاليف باهظةٍ نظراً لعبء الدَّين الأمريكي الذي يبلغ 35 تريليون دولار.
وأضاف نوفوجراتز أنّ رفع التعريفات الجمركية غالباً لن يؤدي إلى خفض كبير في العجز المالي، وصرّح قائلاً: ‘شكل هذا الإجراء الخاص بالتعريفات حوالي 2% من الإيرادات الضريبيّة، أو بالأخص ضرائب الدخل، في حين تبلغ ضرائب الرواتب 85%”. وأضاف أن التخفيضات الضريبية في مجالاتٍ أخرى تزيد الوضع المالي تعقيداً، “فالمعادلة لا تتوازن، ومستوى الغموض هذا هو ما أربك الأسواق وأثار مخاوفها”.
أخيراً، يرى نوفوجراتز أن التقلبات الحالية هي أكثرُ من مجرّد انخفاض قصير الأجل، بل يَعتقد أنها تمثل بدايةً لتحولٍ اقتصادي شامل؛ فالمستثمرون يبحثون عن الاستقرار في وقتٍ تعيد فيه الحكومات النظرَ في منظومة التكامل الاقتصادي العالمي. نتيجةً لذلك، قد يتعيّن على قطاع الكريبتو الانتظارَ حتى تستقر الأوضاع قبل أن تُستأنف وتيرة التبني مجدداً.






