مؤسسات JPMorgan وBank of America وWells Fargo تتطلع لإطلاق عملة مستقرة مشتركة وفقاً لأحد التقارير
بدأت عدة بنوك باستكشاف الحاجة لإطلاق عملة مستقرة تتمتع بدعم تحالفٍ مُؤسساتي مشتركٍ وسَط استمرار المحادثات الأولية وتطورات الساحة التنظيمية.

تدرس مؤسسات جي بي مورغان تشيس (JPMorgan Chase) وبنك أوف أميريكا (BofA) وسيتي غروب (Citigroup) وويلز فارجو (Wells Fargo) المصرفية الأمريكية العريقة إمكانية إبرام شراكةٍ لإطلاق عملةٍ مستقرة مشتركة، وقد أشارَت صحيفة The Wall Street Journal أمس الخميس إلى أن المبادرة -إذا استمرت- ستُمثل خطوةً مهمة على مسار اعتراك المؤسسات المالية التقليدية مجال العملات الرقمية الذي طالما تولت ريادته حتى الآن الشركاتُ المتخصصة في القطاع.
فتبعاً لذلك التقرير، شملت هذه النقاشات عدة كياناتٍ أبرزُها Early Warning Services التي تقف وراء Zelle، إلى جانب Clearing House المُشغلة لنظام الدفع المباشر بين عدة بنوك كبرى. ورغم أن هذه النقاشات ما تزال تركز على توافق المفاهيم، أشارَ التقرير إلى أن البنوك تدرس مدى الحاجة لتوفير عملةٍ مستقرة مدعومةٍ بهذا التحالف المشترك، خاصةً في ظل التطورات التنظيمية المتلاحقة.
المشرّعون يتحركون باتجاه توضيح القواعد المتعلقة بقطاع الدفع باستخدام العملات الرقمية
يأتي هذا الاهتمام الحديث مع مُضيّ المشرّعين الأمريكيين قدماً في سن قوانين تنظيميةٍ طال انتظارها، مع قيام مجلس الشيوخ بتمرير قانون GENIUS، وهو خطوةٌ جاءت بتوافق الحزبين لسنّ قوانين تنظيمية واضحةٍ للعملات المستقرة الصادرة عن البنوك وغيرها من المؤسسات المالية.
ويوضح القانون متطلبات الاحتياطات الموازية ومعايير الشفافية، إلى جانب امتثال المُصدِرين لقانون السرية المصرفية (BSA)، سَعياً لتوفير تبنٍّ آمن مع الحفاظ على دور الدولار الأمريكي الريادي في الاقتصاد العالمي.
كذلك، يرى كثيرون أن تمرير هذا القانون يمكنه تشجيع المؤسسات التي كانت مترددةً من قبل بعد قيام الجهات التنظيمية باتخاذ إجراءاتٍ صارمة ضد ممارساتٍ متعلقة بالكريبتو عام 2022، ويرى المدراء التنفيذيون للبنوك الآن أن العملات المستقرة تُعَد أداةً مُعترفاً بها لتطوير أنشطة الدفع الدولية، وخفض فترات إتمام المعاملات، إلى جانب إتاحة المنافسة مع شركات دفع رقمي عريقةٍ، ومشاريع الكريبتو الجديدة.
البنوك تستكشف جدوى اعتراك قطاع العملات المستقرة وسط تزايد ضغوط التحولات السياسية واحتدام المنافسة
تُعَد العملات المستقرة -المُرتبطة عادةً بقيمة عملات نقدية بنسبة 1:1 والمدعومة باحتياطاتٍ نقديةٍ موازية- هامةً جداً لتسهيل تداول العملات الرقمية، وإتمام صفقاتها وإصدار عملةٍ مستقرة خاصةٍ بهذه البنوك يُتيح لها التحكم مجدداً بآليات الدفع مع استمرار تزايد شيوع استخدام الدولارات الرقمية، فهناك نموذجٌ قيد المناقشة يُمكنه توسيع إمكانية الوصول كي تشمل إمكانية استخدام مصارفَ أخرى العُملة المستقرة المُزمَع تطويرها، كما تدرس بنوكٌ محلية أقلُّ حجماً مبادرةً منفصلة لإطلاق عملة مستقرة مشتركةٍ، ومن المرجّح أن تواجه تحدياتٍ تنظيمية وأخرى متعلقة بالتوسّع.
وأتت هذه التطورات في توقيتٍ حَرج أعقبَ إعلان إدارة الرئيس ترامب دعمَها الواضح لنظم التمويل الرقمي، وإطلاق مؤسسة ترامب العائلية عملة مستقرةً خاصة بها سابقاً هذا العام، ما وضعَ البنوك أمام تَحدٍّ كبير كي تتحرك سريعاً، ومن المرجّح أن تُسهم القوانين التنظيمية الواضحة في إعادة التعريف بالقطاع، ما سيَمنح الأفضلية لمُصدِري العملات المستقرة الذين يُبادرون إلى الامتثال لهذه القوانين، فضلاً عن تشجيع المؤسسات التقليدية على الابتكار.






