صندوق التداول الفوري لبيتكوين في البورصة التابع لشركة بلاك روك يتفوق على صندوق الذهب باستثمارات بلغت 6.96 مليار دولار هذا العام
تراجع صندوق الذهب المتداول في البورصة (GLD) -أكبر صندوق متداولٍ ومدعومٍ مادياً بالذهب في العالم- إلى المركز السابع يوم الإثنين الماضي مع تحقيقه صافي استثماراتٍ واردة بلغت 6.5 مليار دولار.
سجل صندوق التداول الفوري لبيتكوين في البورصة IBIT التابع لشركة بلاك روك (BlackRock) استثماراتٍ جديدةً بلغت 6.96 مليار دولار منذ بداية عام 2025، مُتجاوزاً صندوق SPDR Gold Trust (GLD) ليُصبح سادس أكثر الصناديق المتداولة شعبيةً من حيث جذب الاستثمارات.
في المقابل، تراجع صندوق GLD -أكبر صندوق متداول ومدعوم مادياً بالذهب في العالم- إلى المركز السابع يوم الإثنين بصافي استثماراتٍ واردة بلغت 6.5 مليار دولار، وفقاً لـ إريك بالتشوناس (Eric Balchunas)، كبير محللي الصناديق المتداولة (ETFs) في وكالة بلومبيرج.
ويُسلط هذا التَحوُّل الضوءَ على تنامي ثقة المؤسسات الاستثمارية بالأصول الرقمية وتفضيلها على أصول الملاذ الآمن التقليدية مثل الذهب.
ثقة المستثمرين ببيتكوين ما تزال قوية مقارنةً بالذهب
على الرغم من انخفاض سعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) مؤخراً بأكثر من 10% عن أعلى مستوياته المسجلة في كانون الثاني/يناير الماضي، يبدو أن المستثمرين واثقون من قيمة هذه العملة على المدى الطويل.
وعلى عكس بيتكوين (BTC)، ارتفع سعر الذهب إلى أكثر من 3,000$ للأونصة هذا العام مدفوعاً بمخاوفَ من التضخم والتوترات التجارية العالمية وعدم الاستقرار الجيوسياسي. وقد أشار بالتشوناس على موقع X إلى أن قوة الاستثمارات التي اجتذبها صندوق IBIT تُعَد “مؤشراً جيداً للغاية على المدى الطويل”، وتدعم التوقعات بوصول رؤوس أموال صناديق التداول الفوري لبيتكوين في البورصة (Bitcoin Spot ETFs) إلى ثلاثة أضعاف نظيراتها من الذهب في نهاية الأمر.
ووفقاً للأخبار الواردة، تشهد صناديق Bitcoin ETFs موجةً قويةً من التجميع، حيث اشترَت ما يقارب ستة أضعاف ما أنتجه مُعدّنو هذه العملة الرقمية خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب تقريرٍ صادر عن شركة مراقبة الأصول HODL15Capital، فقد استحوذت ETFs التداول الفوري لبيتكوين على 18,644 عملة BTC خلال الأسبوع الماضي. في المقابل، لم يتم تعدين سوى 3,150 عملة بيتكوين خلال الفترة نفسها، أي تقريباً بمعدل 450 عملة يومياً.
وعلى الرغم من حصول ETFs التداول الفوري لبيتكوين وإيثيريوم على الموافقة، إلا أنّ هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) لم تُعطِ بعدُ الضوءَ الأخضر لأيّ من الـ ETF التي تُتيح خدمة الرهن، وقد حدث ذلك بالفعل في أسواق أخرى مثل كندا وأوروبا.
في تطورٍ مُوازٍ، دعا “مجلس الابتكار في مجال الكريبتو” -بدعمٍ من شركاتٍ كبرى منها a16z crypto وConsensys وKraken- هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) إلى إرساء الوضوح التنظيمي بشأن خدمات الرهن. جاء ذلك في خطابٍ إلى مفوَّضة الهيئة هيستر بيرس (Hester Peirce)، أكد فيه التحالف المذكور على أن الرهن عمليةٌ تقنيةٌ، ولا يمكن اعتبارها معاملة أوراق مالية، وحثّ الهيئة على دعم الإدراج المسؤول للرهن في صناديق الـ ETF.
وتبعاً لما ذكرته بلومبيرج، ينتظر أكثر من 70 طلباً لإنشاء ETFs للعملات الرقمية حالياً قراراً من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بهذا الخصوص.
بيتكوين تحافظ على زخمها فيما تنتظر الأسواق توضيحاً من الاحتياطي الفيدرالي
في آخر تحديثات السوق على موقع Cryptonews.com قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، أشارت شركة Nansen لتحليلات البلوكتشين إلى تحوّلٍ نحو التفاؤل الحذر مع توقع المستثمرين ثلاثة تخفيضاتٍ في معدلات الفائدة من قِبلِ الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2025، قد تبدأ اعتباراً من تموز/يوليو المقبل.
وعلى الرغم من التكهنات بأن الاجتماع القادم لن يقدم أي تغييراتٍ تُذكر، فقد تحسّنت توقعات السوق على العموم، بالنظر إلى انخفاض مخاطر الركود والتحسّن النسبي لظروف الاقتصاد الكلي.
من ناحيةٍ أخرى، تباطأ الاستهلاك الأمريكي لكنّه ما يزال صامداً عند 1.8% سنوياً، مع ظهور بعض الضغوط على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض. كما أن التضخم ما يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي خاصةً في قطاع الخدمات، في حين ارتفعت طلبات إعانة البطالة بشكلٍ طفيف، لكنها لا تشير إلى أزمةٍ حقيقية في سوق العمل. وتُقدم مقترحات السياسة المالية -مثل التخفيضات الضريبية وحوافز التصنيع- فرصاً للارتفاع، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين بشأن مفاوضات الحرب التجارية.
أما بالنسبة لبيتكوين، فقد أكدت Nansen أن مؤشراتها الفنية قد تعزّزت مقارنةً بالأسهم. وأضافت الشركةُ أن سعر بيتكوين يواصل اتجاهه الصاعد مدعوماً بمؤشرات الزخم القوي، ومتوسطات الحركة المواتية، وتجدد حركة الاستثمارات نحو صناديق التداول الفوري لبيتكوين (ETFs).
في المقابل، فشِل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بتجاوز متوسط الحركة المُقاس على مدى 200 يوم، ما يشير إلى تردّد السوق تجاه الاستثمار في الأسهم ذات المخاطر العالية.
وفي المحصلة، تشير شركة Nansen إلى التأثير المحدود لحالة التفاؤل على الرغم من تحسُّن المزاج العام للسوق، ما يستدعي عدم المبالغة في النتائج المتوقعة منه، وزيادة الحاجة إلى محفِّزاتٍ جديدة، لا سيّما من ناحية إحراز تقدمٍ ملموس في السياسات التجارية.
لا تفوّت الفرصة
in numbers
