فوائد حفظ بيانات الانتخابات ضمن قواعد بيانات لامركزية
لماذا يمكنك الوثوق بـ Cryptonews؟
إفصاح إعلاني
نلتزم بالشفافية التامة مع قرائنا. يحتوي بعض محتوانا على روابط شراكة تسويقية، مما يعني أننا قد نكسب عمولة من خلال هذه الشراكات.
أصبح تسجيل وحفظ بيانات الانتخابات أكثرَ أهميةً ممّا سبَق لضمان شفافية ونزاهة العمليات الديمقراطية، خاصّةً وأن بيانات الانتخابات تتضمّن تسجيل الناخبين والنتائج والتقارير المتعلقة بالمخالفات وغيرها، ما يجعل تسجيلها مهمّاً لعدة أسباب. فمثلاً، يشير مجمّع البيانات الانتخابية والعلمية التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Election Data and Science Lab) في منشور عبر مدوّنته إلى أن إحدى أكبر فوائد حفظ بيانات الدوائر الانتخابية توفيرُها فكرةً واضحةً عن المتغيرات المحلية.
وجاء في المنشور: “تماماً كما تقدم نتائج الانتخابات على مستوى المقاطعة أو المنطقة معلوماتٍ أكثر دقةً مقارنةً ببيانات الولاية، يمكن أن تساعد بيانات الدائرة الانتخابية على تفسير أنماط التصويت المحلية بدقةٍ أعلى كثيراً مقارنةً بالبيانات الأوسع نطاقاً”.
التحديات المتعلقة ببيانات الانتخابات المخزّنة على خوادم مركزية
وفيما تظل بيانات الانتخابات ضروريةٌ لتقييم وضمان نزاهة الانتخابات، فإن المعلومات الناتجة عنها غالباً ما يتم تخزينها على قواعد بياناتٍ مركزية. ولسوء الحظ، يطرح هذا النهج تحدياتٍ عديدة.
فقد صرح دانييل ديوك أودونجو (Daniel Duke Odongo) -مدير المنتجات لدى Ushahidi إحدى المنظمات المعنيّة بحمع البيانات المستمدّة من المواطنين- لموقع Cryptonews بأن منظمات المجتمع المدني أو المؤسسات الحكومية أو الجهات المستقلة تحتفظ ببيانات الانتخابات المُخزَّنة ضمن قواعد بياناتٍ مركزية، وهذا النموذج المركزيّ تشوبه نقاط ضعفٍ ملحوظة، حيث قال:
“نظراً لأن هذه المؤسسات لا تتعاون أو تتبادل المعلومات فيما بينها أغلب الأحيان، فإن هذا النهج الانعزالي يبقى عُرضةً للأعطال الفنية والهجمات الإلكترونية وحتى التلاعب من قبل جهاتٍ تخريبيةٍ تسعى للتأثير على نتائج الانتخابات أو تقييد وصول المعنيين بالانتخابات إليها”، فهو يرى أن هناك خطراً كبيراً من فقدان البيانات أو العبث بها، ما قد يقوِّض شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.
أما ناثان فريتاس (Nathan Freitas)، مؤسس ومدير مشروع The Guardian -ويُعد من المنصات المعنية بإنشاء مكتباتٍ برمجيةٍ آمنة- فقد أوضَح لموقع Cryptonews أن قواعد البيانات التقليدية تُخزّن المعلومات دون توقيعاتٍ مشفرة أو سجل تدقيق، مشيراً إلى أن هذه البيانات: “مجرّد ملفٍ على قرص تخزين أو صفٌ في جدولٍ أو منشور على مدوَّنةٍ يمكن لأي شخصٍ الوصول إليها من خلال معرفة اسم ملفٍ معين، أو مساره، أو عنوانه على الإنترنت أو مُعرِّف فهرسة قاعدة البيانات”.
حفظ البيانات لامركزياً يبقى سجلات الانتخابات آمنة
نظراً لنقاط الضعف التي تشوب عملية الحفظ المركزي للبيانات، بدأت بعض المشاريع استخدام حلول تخزين لامركزية للاحتفاظ ببيانات الانتخابات.
فعلى سبيل المثال، ذكر ديوك أودونجو أن Ushahidi أطلقت مؤخراً مبادرة “Data Resilience Initiative Election” (المعروفة بمبادرة مرونة بيانات الانتخابات) لحفظ تقارير الانتخابات المُجمَّعة من قبل الجمهور عبر شبكة تخزين Filecoin اللامركزية.
وقال ديوك: “يعمل هذا النهج اللامركزي على توزيع البيانات عبر شبكةٍ كبيرة من عُقد التدقيق، ما يحدّ كثيراً من المخاطر المتعلقة بحدوث اضطراباتٍ محليةٍ أو تعديلاتٍ غير مسموح بها”، كما أوضح أن هناك أوجه استفادةٍ عديدة من حفظ بيانات الانتخابات عبر شبكة Filecoin، أبرزُها أنه يمكن لحفظها لامركزياً تحسينُ سلامتها بسبب تجزئته للبيانات وفهرسته المشفرة لعناوينها، ما يُسهّل الكشف عن أي تعديلاتٍ غير مصرّح بإجرائها.
وتعمل Ushahidi حالياً بالتعاون مع مجموعةٍ صغيرة من مجموعات مراقبة الانتخابات المحلية وشبكات الدعم الكينية من أجل اختبار كيفية عمل مبادرة مرونة البيانات الخاصة بها على نطاقٍ محدود، ما يمكنه المساهمة في معالجة التحديات التشغيلية الطارئة واختبار موثوقية المنصة ووضع معايير أفضل الممارسات. بالإضافة إلى ذلك، ستُستخدم المعلومات التي تم جمعُها لتوجيه الإطلاق على نطاقٍ واسع، ما يمكنه المساهمة في إنشاء نظام تقني لبيانات الانتخابات تديره المجتمعات.
وعلق ديوك أودونجو على ذلك بقوله: “تسمح هذه المبادرة للمجتمع المدني والباحثين والعامة بالتفاعل مع بيانات الانتخابات بطريقةٍ هادفة، ونرى أنها خطوةٌ مهمة نحو اتخاذ قراراتٍ مدروسةٍ وتُحمّل الحكومات مسؤولياتها حول هذا الموضوع”.
الحفظ اللامركزي لمكافحة أنشطة التضليل الانتخابي
يستخدم مشروعٌ آخر يُسمّى Numbers Protocol شبكة Filecoin اللامركزية لضمان الموثوقية خلال فترات الانتخابات، حيث تعاون المشروع مع وسائل الإعلام التايوانية لمكافحة المعلومات المضللة من خلال تعيين هويات رقمية فريدة على البلوكتشين للصور المتعلقة بالانتخابات، وتخزينها بأمانٍ عبر شبكة Filecoin اللامركزية.
كذلك صرَّحت صوفيا يان (Sofia Yan) -إحدى مؤسسي بروتوكول Numbers ومديرة قسم النمو- لموقع Cryptonews بأن مشروع Numbers Protocol عمل مع الصحفيين ووسائل الإعلام خلال انتخابات تايوان في عام 2024 للتحقق من صحّة مصادر محتوى الحملات الانتخابية.
تم إطلاق هذه المبادرة بقيادة بروتوكول Numbers وقسم Starling البحثيّ في جامعة ستانفورد (Stanford’s Starling Lab)، لتعمل هذه المشاريع عن كثب مع وكالات الأنباء والصحفيين التايوانيين لإكساب الصور ومقاطع الفيديو هويات رقمية فريدةً على البلوكتشين.
وأوضحت يان أنّ البروتوكول يَستخدم تطبيق “Capture” للسماح للمستخدمين بالتقاط الوسائط وتضمين بياناتٍ وصفيةٍ ليتمَّ بعدها تجزئة هذه المعلومات وتخزينها بشكلٍ دائم على البلوكتشين، ما يُوفر سجلاً آمناً على شبكة Filecoin.
كما أفادت يان بأنّ ذلك “سيقوّي ثقة العامة في تغطية الانتخابات عن طريق توثيق اللحظات الرئيسية ببياناتٍ آمنةٍ يُمكن تتبّعها، ما يمكنه مكافحة المعلومات المُضللة في السياق السياسي التايواني الحسّاس”؛ وأضافت أنَّ البروتوكول يُعَد حالياً للمساعدة في انتخابات إندونسيا والهند المقبلتين.
هل سيتم اعتماد حفظ بيانات الانتخابات لامركزياً على نطاق واسع؟
صرّحت كلارا تساو (Clara Tsao) -مديرة Filecoin التأسيسية- لموقع Cryptonews بأن تشفير البيانات وأنظمتها الموزعة تُعَد أفضلَ الطرق للتحقق من صحة المستندات الرئيسية، مشيرةً إلى أن مؤسسة Filecoin تهدف إلى دعم المزيد من المشاريع للحفاظ على سلامة المحتوى في المستقبل.
مع ذلك، قد تعيق بعض التحديات اعتماد هذا النهج، فقد أشار ديوك أودونجو إلى مواجهة حفظ بيانات الانتخابات لامركزياً تحدياتٍ تقنيةً ولوجستية، ويبدو ذلك جلياً خاصّةً في المناطق ذات البنية التحتية الرقمية المحدودة والاتصال غير المستقر بالإنترنت.
ولمعالجة هذه التحديات، تستكشف Ushahidi آليةً تجمَع بين حفظ البيانات محلياً لتسهيل الوصول إليها دون الاتصال بالإنترنت، مع نسخ احتياطي لامركزي للبيانات سحابياً، ما سيتيح مزامنة البيانات بشكلٍ دوري عند توفر الاتصال بالإنترنت.
وعلق ديوك أودونجو على ذلك قائلاً: “لا يزال هذا النهج يضمن المرونة وتوافر البيانات، حتى في المناطق التي يكون فيها الاتصال بالإنترنت محدوداً أو متقطعاً”.
أما يان، فقالت إن اعتماد التقنيات اللامركزية على نطاق واسع يتطلب التغلب على تحدياتٍ تقنيةٍ بالرغم من أنها توفر طريقةً شفافةً يُمكن التحقق منها لمعرفة صحة بيانات الوسائط، والتي قد تكون مفيدةً بشكلٍ خاص نتيجة ظهور تقنيات التزييف العميق (Deepfake) والذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضافت يان بأنّ الامتثال للقوانين التنظيمية لايزال يمثل عائقاً، مشيرةً إلى ضرورة مواءمة البروتوكولات للقوانين المحلية. وقالت: “من خلال معالجة هذه التحديات المستقبلية، يمكن أن يصبح الحفظ اللامركزي لبيانات الانتخابات حلاً فعالاً وشفافاً للاحتفاظ بها”.
في غضون ذلك، ذكرَت تساو أن مؤسسة Filecoin تأمل تثقيف مسؤولي الانتخابات والحكومات في المستقبل، وأوضحت أنَّ “هذا من شأنه مساعدة المسؤولين على فهم قيمة الحفظ اللامركزي للبيانات من أجل ضمان المُساءلة والشفافية أمام المواطنين خلال العملية الانتخابية”.
Don't miss out
in numbers
