محللون يرون أن إيثيريوم تشهد معاناة مع احتدام المنافسة وفقاً لفاينانشال تايمز
تواصل هيمنة إيثيريوم على نظم التمويل اللامركزي تحسّس طريقها في قطاع الكريبتو دائم التطورات.
أهم النقاط:
- هناك محللون يرون أن بلوكتشين إيثيريوم تعاني للاحتفاظ بمكانتها ومجاراة منافسيها الأعلى سرعةً والأقل تكلفة في اكتساب المستخدمين.
- التحديات التقنية والاعتماد المتزايد على موفري الحلول الخارجية يؤدي إلى إضعاف مكانة إيثيريوم في قطاع التمويل اللامركزي باستمرار.
- تحوُّل اهتمامات المستثمرين إلى أصول مضاربية كعملات الميم يحد من التركيز على استخدامات إيثيريوم الأصلية كآلية تمويل.
- استمرار التخارج من منتجات إيثيريوم الاستثمارية يشير إلى تراجع ثقة مستخدمي الكريبتو العاديين والمؤسسات على حدٍّ سواء.
تواجه بلوكتشين إيثيريوم ضغوطاً متزايدةً من شبكات البلوكتشين المنافسة وسط إثارة خبراء المزيد من المخاوف إزاء تباطؤ زخمها وتراجع هيمنتها على قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز (Financial Times) يوم أمس.
فقد تراجع سعر إيثيريوم (Ethereum-ETH) بنسبة 40% خلال الأشهر الثلاثة الماضية ليستقر عند 2,078$ وقت كتابة الخبر في أداء هو الأسوأ مقارنةً بعملات رقمية بارزة أخرى أمثال بيتكوين (Bitcoin-BTC) وسولانا (Solana-SOL) وكاردانو (Cardano-ADA)؛ ويرى محللون كثر أن هذا الأداء المتدهور يعكس تراجع ثقة المستثمرين بدور إيثيريوم كبلوكتشين رائدة في تطبيقات نظم التمويل.
ازدهار عملات الميم والتحول إلى شبكات بلوكتشين أسرع
وصف جيف كيندريك (Geoff Kendrick) -رئيس أبحاث الأصول الرقمية في مصرف ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)- وضعية إيثيريوم “بأزمة منتصف العمر”، مشيراً إلى أن التحديات تمثلت بالتحديثات الأخيرة والتبني المتزايد لحلول معالجة المعاملات من الطبقة الثانية، وأضاف: “لقد جعلت إيثيريوم من نفسها سلعةً بالأساس”، مُحذراً من أن تحول رسوم المعاملات إلى هذه الشبكات الخارجية يُضعف قيمة بلوكتشين إيثيريوم.
وأضافت كارول ألكسندر (Carol Alexander) -أستاذة الشؤون المالية لدى جامعة ساسكس (Sussex)- أن قدرات إيثيريوم في قطاع DeFi تتلاشى، فهي ترى أن: “مشهد نظم التمويل اللامركزي تغير كثيراً عمّا كان عليه قبل عام”، وأرجَعت السبب إلى اتضاح أوجه القصور مع تراجع التوقعات.
ففي الوقت الذي بقيت فيه الأنشطة على البلوكتشين مستقرة، اكتسبت نظم بلوكتشين أخرى مثل سولانا زخماً قوياً نظراً لرسومها الأقل وسرعتها الأعلى في معالجة المعاملات، وخلص التقرير إلى أن رسوم المعاملات الناتجة عن تداول عملات الميم -والتي تجري على بلوكتشين سولانا بالأساس- بلغت 721 مليون دولار خلال 6 أشهر، مقتربةً من رسوم إيثيريوم البالغة 824 مليون دولار وفقاً لمزوّد البيانات Nansen.
إيثيريوم تواجه مستقبلاً ضبابياً
يرى آدم مكارثي (Adam McCarthy) -محلل أبحاثٍ بارز لدى Kaiko- أن إيثيريوم تكافح للفت النظر إليها في سوق مزدحمةٍ، خاصةً وأنها لا تثير اهتمام الكثيرين، ومن الصعب التحمّس لإنجازاتٍ هندسية تبدو مذهلة وسط سيل التطورات الأخيرة في عوامل الاقتصاد”.
فيما أشار ديفيد لوانت (David Lawant) رئيس الأبحاث لدى FalconX إلى أن إيثيريوم تخسر دعم كلٍّ من مستخدمي الكريبتو ومستثمري الصناديق المتداولة في البورصة ((ETFs، فقد بلغت قيمة صافي الاستثمارات الخارجة من الـ ETFs الأمريكية خلال آذار/مارس الجاري 401 مليون دولار، ما قضى على مكاسبها خلال العام.
ومع احتدام المنافسة، يتبين أن لدى إيثيريوم تحدياتٍ أعمق في أسواق الكريبتو، ولفت تداول أصول المضاربة -بقيادة عملات الميم- الأنظار بعيداً عن تطبيقات نظم التمويل المعقدة، والتي قامت بالأساس يوماً ما على إيثيريوم كنظام تمويلٍ لامركزي.
في ذات الوقت، خلفت ضبابية المشهد التنظيمي والطلب المرتعش من مؤسسات التمويل التقليدي مستقبل نظم DeFi وسط شكوك، فبدون قواعد تنظيمية واضحةٍ أو تبنٍ واسع يتجاوز دوائر الكريبتو، يُصبح دور إيثيريوم كوجهةٍ افتراضيةٍ لابتكارات التمويل محلَّ شكٍ بشكلٍ متزايد.
الأسئلة الشائعة
رغم تخفيف حلول الطبقة الثانية من تحديات ازدحام شبكة المعاملات وخفض رسوم إتمامها، إلا أنها حولت النشاط بعيداً عن الشبكة الرئيسية لإيثيريوم، ما يثير تساؤلاتٍ حول مزايا وقيمة البلوكتشين الأساسي.
ربّما، فتراجع الطلب على بلوكتشين إيثيريوم الرئيسية قد يقلص دور عملة ETH كعماد للنظام التقني بأكمله، ما يعود بالسلب على قيمتها المستقبلية.
خفضت مؤسسة ستاندرد تشارترد توقعاتها لمستقبل إيثيريوم كثيراً، مشيرةً إلى ضعف الاهتمام المؤسساتي وتزايد واحتدام الصراع مع منافسين أسرع مثل سولانا.
تروق سرعة شبكة معاملات سولانا ورسومها الأقل كثيراً للمتداولين، خاصة في أسواق عملات الميم، بينما تكافح نظيرتها لإيثيريوم -الأبطأ والأعلى تكلفةً- للمنافسة على هذا الصعيد.
لا تفوّت الفرصة
in numbers
