هل يُعَد الموقف الأخير لدونالد ترامب بشأن العملات الرقمية حقيقيّاً أم انتهازياً؟ الخبراء يدلون بآرائهم
أعرب المرشح الرئاسيّ دونالد ترامب مؤخراً عن دعمه لقطاع الكريبتو، مشيراً إلى أنه سيُنهي حالة عداء الولايات المتحدة تجاه هذا القطاع في حال أُعيد انتخابه.
وقال ترامب: “إذا أردنا أن نستفيد [من هذا القطاع]، علينا أن نسمح له بالوجود”، وقال لجمهوره إذا كنتم تحبون الكريبتو، “فمن الأفضل أن تصوّتوا لصالح ترامب”.
وتأتي تصريحات ترامب هذه لتتناقضَ مع موقفه السابق الذي وجّه فيه نقداً علنياً لعملة بيتكوين (BTC) والعملات الرقمية الأخرى، حيث سبق له وصفها في تموز/يوليو 2019 بأنها “ليست أموالاً” مُعيباً عليها تقلبَها وغياب قيمتِها الجوهرية، كما أكد على إمكانية استغلال هذه الأصول في تسهيل الأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات.
دور العملات الرقمية في تحديد خيارات الناخبين
وفقاً لمنصة كوينبيس (Coinbase)، فإن حوالي 20% من البالغين الأمريكيين -أي أكثر من 50 مليون فرد- قالوا إنهم يمتلكون عملاتٍ رقمية. وقال ماركوس ليفين (Markus Levin) -المؤسس المشارك لشبكة XYO- إن هذا الرقم الكبير قد استحوذ بلا شكٍ على اهتمام المرشحين.
وأضاف: “إن دغدغة مشاعر الناخبين من خلال مدح العملات الرقمية وتقديم الوعود بقوانين تنظيميةٍ لها هو إستراتيجيةٌ انتخابيةٌ جيدةٌ وسياسةٌ ذكيةٌ بشكلٍ عام”، وأكد: “بالتأكيد، سيُصوّت عددٌ كبيرٌ من الناخبين في مجتمع الكريبتو لصالح ترامب بناءً على توجهاته الإيجابية تجاه هذا القطاع”.
من جانبه، أكد جوناثان توماس (Jonathan Thomas) -المدير التنفيذيّ لشركة الوساطة Blueberry- أن موقف ترامب المؤيد للعملات الرقمية من شأنه أن يستميل الناخبين الذين يمنحون الأولوية للكريبتو.
وقال حول ذلك: “إنه موضوعٌ بالغ الأهمية لبعض الناس، وسوف يُصوّتون لصالح المرشّح الذي يدعم توجهاتهم هذه”. وأضاف أن حديث [ترامب] عن العملات الرقمية سيكون له صدًى إيجابيٌّ لدى المهتمين بالعملات الرقمية، بشرط ألا يتعارض مع القضايا الأخرى التي يولونها اهتماماً أكبر.
الشكوك تحيط بدعم ترامب للعملات الرقمية
وصفت ثورن ميلشر (Thorne Melcher) -المهتمة بالرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)- تأييدَ ترامب الأخير للكريبتو بأنه “واهٍ”، مشيرةً إلى أنه يمثل انقلاباً كبيراً على تصريحاته السلبية السابقة.
وقالت: “بالنظر إلى إمكانية استخدام العملات الرقمية لشراء العلاج بالهرمونات البديلة للمتحوّلين، وعمليات الإجهاض، والأدوية التي لا تتوافق مع السياسة التي ينتهجها المحافظون، يبدو أنها مجرّد مسألةَ وقتٍ فقط قبل أن يُخضِعوا الكريبتو لإجراءاتهم الصارمة”.
مع ذلك، أشارت ميشلر إلى أن هذا لا يعني أن موقف بايدن أفضل تجاه العملات الرقمية، إلا أن دعم ترامب للكريبتو لا يبدو فكرةً مجديةً، ومن غير المرجّح أن يحصل ترامب نفسه على الكثير من الدعم الانتخابيّ لمجرّد تصريحاته المؤيدة لهذا القطاع فقط.
إستراتيجية ترامب لجذب الناخبين المهتمين بالكريبتو بعيداً عن بايدن
بعد أن كان ترامب أحد المشككين بالعملات الرقمية، أصبح الآن متحمّساً جداً للرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، بل ويشارك بنشاط في السوق، حيث باع ما تزيد قيمته على مليون دولار من الـ NFTs منها ما يعرض صورته الشخصية.
وترى ستيفاني فوغان (Stephanie Vaughan) -المؤسِّسة المشارِكة لبروتوكول التمويل اللامركزي Veda- أن الكثيرين داخل مجتمع الكريبتو إما يميلون إلى دعم ترامب أو ببساطةٍ يمتنعون عن دعم بايدن. وقالت بهذا الصدد: “أعتقد أن الانتخابات الأخيرة شهدت تصويت الكثير من الناخبين المهتمين بالعملات الرقمية لصالح بايدن، إذ لم يكن من الواضح حينها أنه سيتخذ مثل هذا النهج المتشدّد ضدّ قطاع الكريبتو”.
وأضافت فوغان: “من الواضح الآن أن التشديد التنظيميّ هو الموقف الذي اختارته إدارة بايدن، وهذا أمرٌ غير ملائمٍ على الإطلاق لعددٍ كبير جداً من العاملين في هذا القطاع أو الذين يرون إيجابياته بشكلٍ عام”.
وختمت حديثها بالقول إن ترامب يعترف بظهور العملات الرقمية كعاملٍ مهم لنسبةٍ كبيرة من الناخبين في الانتخابات المقبلة. وبالتالي، فهو يبذل جهوداً حثيثةً لكسبهم على حساب منافسه بايدن.






