البنك المركزي الصيني يحث على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التمويل الرقمي
يلمّح البنك المركزي الصيني إلى حقبةٍ تقنيّة جديدة، داعياً البنوك إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها مع ضمان الالتزام الصارم بحماية البيانات. ومن شأن هذا التحوّل أن يعيد هيكلة الأدوار الداخلية وآليات الرقابة بما يتوافق مع احتياجات التمويل الرقمي المتطورة.

محاور رئيسية:
- قد تُعيد البنوك النظرَ بأنظمتها الداخلية وتتوجه نحو استخدام الذكاء الاصطناعي المطوّر محليّاً بدلاً من النماذج الخارجية.
- يستدعي هذا التحول مراجعة شاملة لأساليب إدارة المخاطر وممارسات الامتثال في ظل التطورات التقنية.
- قد يشهد قطاع التمويل الرقمي تغيّراتٍ في الأدوار الوظيفية وظهور متطلباتٍ تدريبية جديدة مع تزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة.
خلال مؤتمر العمل التقني السنوي الذي انعقد في 17 آذار/مارس، كشف بنك الشعب الصيني (PBOC) عن خططه التقنية المالية لعام 2025، مؤكداً على أهمية دمج نماذج تعلم الآلة واسعة النطاق في مجال الخدمات المالية.
وأكد البنك المركزي على أهمية رفع مستوى الأمن السيبراني، وتدعيم الحوكمة التنظيمية، وتقوية البنية التحتية للتكنولوجيا المالية. واقترَح رفع مستوى القدرات المعلوماتية لدعم المهام التنظيمية إلى جانب إدخال الأتمتة المتقدمة في العمليات المالية ضمن ضوابط مُحكمة.
الصين تُحرز تقدماً في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الخدمات المالية الرقمية
أفاد مسؤولون في بنك الشعب الصيني (PBOC) بأن الذكاء الاصطناعي من شأنه تحسين مستوى الأمان وتبسيط العمليات وتطوير قطاع التمويل الرقمي.
ويخطط البنك كذلك لتدعيم آليات حماية البيانات المالية وتوطيد التعاون فيما يتعلق بوضع المعايير التقنية. يأتي ذلك في أعقاب إصدار “خطة عمل النهوض بالتنمية عالية الجودة للتمويل الرقمي” في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والتي تهدف إلى مواءمة النظام المالي مع الأهداف الإستراتيجية للصين في مجال الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2027.
في أعقاب هذه التطورات، بدأت المؤسسات المالية -ولا سيّما تلك التي تتعاون مع شركاتٍ مثل DeepSeek– بدمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها. وقد قام أكثر من عشرين بنكاً بتطبيق نماذج DeepSeek في مجالات الكشف عن الاحتيال وتحسين العمليات التجارية وأتمتة خدمة العملاء.
بالإضافة إلى ذلك، تُطبّق المؤسسات المالية تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملية اتخاذ القرارات وتحسين إدارة المخاطر، ما يُعبر عن التحوّل الواسع في القطاع نحو الأتمتة. وقد بدأ البنك الزراعي الصيني -مثلاً- بتطبيق تدريجيّ للأنظمة الذكية حتى عام 2029، فيما تفضّل العديد من المؤسسات تطوير نماذجها الخاصة بدلاً من الاعتماد على مزودي خدماتٍ خارجيين لأسبابٍ تتعلق بالأمان.
توسّع نطاق الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية
لا تقتصر البنوك في استخدامها للأتمتة على خدمة العملاء وحسب، بل تُوظفها أيضاً في مجالاتٍ بالغة الأهمية كتقييم المخاطر والكشف عن عمليات الاحتيال واتخاذ القرارات، حيث تُبشّر هذه الابتكارات بتحسين الكفاءة وتحقيق دقةٍ أعلى من التخطيط المالي.
ويتوقع خبراء القطاع أن يعيد التكامل المستمر للذكاء الاصطناعي تشكيل العمليات المصرفية التقليدية تدريجياً، وتبسيط الإجراءات وصقل الخطط الإستراتيجية. وفي ظلِّ هذه التحولات، يعمل المنظّمون على تعزيز الرقابة من أجل ضمان امتثال التقنيات المالية للمعايير العالمية الصارمة ومتطلبات الأمان. وبينما يتأقلم القطاع مع هذه التطوّرات، ندعو القرّاء إلى التفكير بكيفية تأثير هذه التغييرات على قراراتهم المالية وإستراتيجياتهم طويلة الأجل.
الأسئلة الشائعة
قد يؤدي التحوّل نحوَ الذكاء الاصطناعي إلى إعادة توزيع المهام في البنوك، حيث يكتسبُ الموظفون مهارات إدارة المخرجات التقنية مع الحفاظ على أهمية الخبرة البشرية؛ وقد يستلزم هذا التعديل برامج تدريبية جديدةً وتغييراتٍ في إجراءات العمل.
تواجه البنوك تحدياتٍ مثل دمج التقنيات المتقدمة مع الأنظمة القائمة وتعديل إجراءات العمل. وقد يستلزم ضمان جودة البيانات والتوافق التنظيمي إجراء تعديلاتٍ تدريجيةٍ على الممارسات التشغيلية.
قد يقدم الذكاء الاصطناعي المُحسّن واجهة أكثرَ تفاعلاً وتخصيصاً للعملاء، لكنّ المستخدمين قد يحتاجون إلى التكيّف مع خفض التفاعل البشري. بشكلٍ عام، قد تشهد البنوك تحوّلاتٍ في أساليب التواصل مع العملاء مستقبلاً.






