الاستثمارات المغادرةلصناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) ترتفع بنسبة 300% وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
ألقت التوترات العالمية المتصاعدة وتقلبات السوق بثقلها على مزاج المستثمرين، وتجلى ذلك بخروج استثماراتٍ بقيمة 708.9 مليون دولار من صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (Bitcoin ETFs) في الولايات المتحدة.
النقاط الرئيسية:
- صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (Bitcoin ETFs) لشركتي بلاك روك (BlackRock) وجرايسكيل (Grayscale) شهدَت مُغادرة مبلغ 503.5 مليون دولار من المبالغ المُستثمَرة خلال الأسبوع الماضي.
- قد يؤدي الاجتماع بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني “شي جين بينج” إلى إنعاش الأسواق في ظلّ انخفاض الدولار.
- ينصح المؤلف الأكثر مبيعاً على لائحة نيويورك تايمز “كيوساكي” المُستثمرين بعملة بيتكوين (BTC) بدلاً من العملات التقليدية، مع استقرارها عند 84,000$.
كشفت بياناتٌ حديثةٌ أنّ 12 صندوق بيتكوين مُتداولٍ في البورصة داخل الولايات المتحدة سجّلت خروج استثماراتٍ بلغت قيمتها 708.9 مليون دولار؛ ويَعود ذلك أساساً إلى التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أشعلتها التعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس ترامب.
مغادرة حوالي مليار دولار من صناديق بيتكوين (BTC) المتداولة في البورصة منذ بداية نيسان/أبريل
وفقاً لبياناتٍ صادرة عن Farside، ما تزال صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (Bitcoin ETFs) داخل الولايات المتحدة تواجه عمليات سحب مستمرة في نيسان/أبريل.
ففي الفترة من 7 إلى 11 نيسان/أبريل، شهدت هذه الصناديق خروج استثماراتٍ بأرقام قياسيةٍ يومياً، وأغلقت كلَّ أيام تداولاتها تلك باللون الأحمر. وبدأت هذه الحركة الأسبوع الماضي بمغادرة 103.9 مليون دولار يوم الإثنين، تلاها 326.3 مليون دولار يوم الثلاثاء، و127.2 مليون دولار يوم الأربعاء، و149.5 مليون دولار يوم الخميس، إضافةً إلى مليون دولار يوم الجمعة.
وجاء صندوق شركة بلاك روك IBIT في مقدمة الخاسرين، إذ شهد سحبَ 342.6 مليون دولار. تلاه صندوق GBTC التابع لشركة جرايسكيل في المركز الثاني بـ 160.9 مليون دولار، في حين شهدَ صندوق FBTC الخاص بشركة فيديليتي (Fidelity) خروج استثماراتٍ بقيمة 74.6 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك، خسرَت الصناديق الأصغر -ومن بينها BITB وBTCO وARKB وEZBC وBTCW وHODL- عشرات الملايين من الدولارات، مع خروج استثماراتٍ فردية تتراوح بين 11 مليون دولار و38 مليون دولار.
في المقابل، نجح صندوقٌ واحدٌ فقط بتحدّي هذا الاتجاه، حيث أعلن صندوق mini Bitcoin Trust العائد إلى شركة جرايسكيل عن استقباله استثماراتٍ بقيمة 2.4 مليون دولار، فيما لم يشهد صندوق BRRR ETF الخاص بشركة Valkyrie أيَّ نشاطٍ يُذكر.
مع ذلك، لا يُعد هذا التراجع المستمر جديداً، إذ بدأت حركة خروج الاستثمارات تتسارع منذ أواخر شهر آذار/مارس. ففي الفترة ما بين 31 آذار/مارس و4 نيسان/أبريل، بلغ صافي الاستثمارات المَسحوبة من جميع صناديق التداول الفوري لبيتكوين في البورصة (spot Bitcoin ETFs) داخل الولايات المتحدة 172.89 مليون دولار. وجاء هذا التراجع ليُنهي موجة الاستثمارات الواردة التي دامت أسبوعين، ووصلت إلى 941 مليون دولار.
ولكنْ قبل انقضاء النصف الأول من نيسان/أبريل، اقتربَ صافي الاستثمارات المغادِرَة لصناديق بيتكوين (ETFs) من مستوى المليار دولار.
كذلك، زادت الصعوبات التي واجهتها صناديق عملة إيثيريوم المتداولة في البورصة (Ethereum ETFs) من قتامة المشهد، حيث أظهرَت بيانات Farside أن عمليات سحب الاستثمارات من هذه الصناديق ارتفعت بنسبة 65% لتصل إلى 82.47 مليون دولار الأسبوع الماضي. وبالتالي، فهذا هو الأسبوع السابع على التوالي الذي يشهد سَحب الاستثمارات من صناديق إيثيريوم، والتي تجاوزت بمُجملها 877 مليون دولار.
رسوم جمركية بنسبة 145% مقابل 125%: إلى متى تستمر التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
يُعتبر التوتر التجاري المتجدّد بين الولايات المتحدة والصين أحدَ أكبر المخاطر التي تتهدد صناديق بيتكوين (BTC) المتداولة في البورصة.
وبدأت حالة عدم اليقين أوائل أبريل/نيسان عندما اقترح الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية ثابتة بنسبة 10% على جميع الواردات، لكنّ ذلك شكَّل بداية أزمةٍ بدأت تتصاعد بسرعة. ففي التاسع من نيسان/أبريل، أعلن الرئيس ترامب رفع الرسوم الجمركية بنسبةٍ مفاجئة بلغت 125% على السلع الصينية، في حين تم تعليق دخول الرسوم المفروضة على الدول الأخرى حيّز التنفيذ لمدة 90 يوماً، وبرَّر خطوته تجاه الصين بالممارسات التجارية غير العادلة من جانب بكين.
بطبيعة الحال، فالصين لم تبقَ صامتةً إزاء ذلك، حيث فرض المسؤولون الصينيون رسوماً جمركية تصل إلى 125% على المنتجات الأميركية، وأوقفوا تصديرَ المعادن النادرة، وهي مكوناتٌ حيويةٌ لقطاعات التصنيع التكنولوجي والطاقة النظيفة.
ووصفت بكين خطوةَ واشنطن بالمُبالغ فيها، وأنها تضرّ بقواعد التجارة العالمية. وانتقدت السلطات الصينية الرسوم الجمركية ووصفتها بأنها أحادية الجانب، ومقلقة، ولا تتفق مع المنطق الاقتصادي السليم.
كما تحدّث المُستثمر المخضرم والمتحمّس للذهب بيتر شيف (Peter Schiff) عن ضعف الدولار، مشيراً إلى انخفاضه الحادّ مقابل اليورو والين والفرنك السويسري، حيث تراجع بأكثر من 2.3%، ليقتربَ في بعض الحالات من 4%؛ كما تساءل أيضاً عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تستفيد من هذه المواجهة التجارية حقاً.
مع ذلك، فهذه ليست النهاية، فخلف الأبواب المغلقة تدور أحاديثُ عن لقاءٍ وشيكٍ يجمَع الرئيس ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينج (Xi Jinping).
من ناحيةٍ أخرى، ربّما كانت المناقشات تجري الآن لتهدئة التوتر، وإعادة البلدين إلى طاولة المفاوضات. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يؤدي إلى خفض التوترات واستعادة بعض الثقة في الأسواق، بما في ذلك سوق الكريبتو.
توقعات سعر بيتكوين (BTC): هل بدأ ارتفاع الأسعار والتبنّي العالمي؟
على الرغم من الاستثمارات الخارجة من الصناديق المتداولة (ETFs)، عاد سعر بيتكوين (BTC) -أكبر عملةٍ رقمية في العالم- إلى الارتفاع فوق 84,000$ بعد انخفاضه إلى حوالي 76,000$ في الأسبوع الماضي. وفيما يبدو هذا الانتعاش قوياً، تشير المؤشرات الفنية إلى استمرار الدعم على طول خط الاتجاه الصاعد.
وعَمِل متوسط الحركة الأسّي لـ 50 يوماً -والذي يبلغ حالياً 82,530$- بمثابة مستوى دعم موثوق، فيما يبدو المتداولون متفائلين والزَّخم يحافظ على قوته.
في الوقت نفسه، تظهر بعض الأصوات المؤثرة وسط ضجيج السوق. فالمُستثمر روبرت كيوساكي (Robert Kiyosaki)، مؤلف كتاب “الأب الغني والأب الفقير” الذي تصدَّر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لنيويورك تايمز، يُدافع عن الدور المتقدم الذي تلعبه عملة بيتكوين (BTC) في النظام المالي العالمي.
في هذا السياق، أرسل كيوساكي تحذيراً إلى الملايين من متابعيه، مُعرباً عن مخاوفه بشأن تراجع القوة الشرائية للدولار. وأكد كيوساكي على ذلك بالقول: “من فضلكم استمعوا إلى الذهب والفضة وبيتكوين (BTC)”، مشيراً إلى بيتكوين (BTC) باعتبارها أداة تحوّطٍ إستراتيجية ضد التضخم، ومَلاذاً رقمياً في فترات عدم اليقين، ووصفها أيضاً بأنها عملة تستمدّ قوّتها من الناس، لكونها أصلاً يقع خارج سيطرة الحكومات.
ويبدو أنّ مثل هذه الدعوات بدأت تلقى آذاناً صاغية، فحالة تبنّي بيتكوين (BTC) شرَعت تنتشر خارج فئة المستثمرين. عن ذلك، أعلنت مدرسة لوموند في إسكتلندا مؤخراً أنها ستقبل سداد الرسوم الدراسية بعملة بيتكوين بدءاً من الفصل الدراسي لخريف 2025، وهي المرة الأولى التي تتبنّى فيها إحدى مدارس المملكة المتحدة العملةَ الرقمية بهذه الطريقة المباشرة.
علاوةً على ذلك، أنشأت جامعة وايومنغ (Wyoming) العام الماضي معهداً مخصصاً لأبحاث بيتكوين (BTC)، كما خصصت جامعة أوستن (Austin) مؤخراً 5 مليون دولار من هِباتها التعليمية البالغة 200 مليون دولار لبيتكوين في أوائل عام 2025.
إذاً، فالتوجّه يبقى واضحاً. وعلى الرغم من أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين والإجراءات الاقتصادية للرئيس ترامب قد تؤدي إلى تقلباتٍ قصيرة الأجل، إلا أن بيتكوين (BTC) تمضي قُدُماً في اكتساب الزخم عالمياً.
الأسئلة الشائعة
تقوم صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (spot Bitcoin ETFs) بتتبُّع سعر عملة بيتكوين، وتتيح للمستثمرين الاستفادة من هذه العملة الرقمية دون امتلاكها مباشرةً، أي يمكن اعتبارُ هذه الصناديق بمثابة بواباتٍ للاستثمار. في المقابل، تعمل صناديق الاستثمار المتداولة التقليدية على توزيع أموال المستثمرين عبر العديد من الأسهم أو السندات، بطريقةٍ توفر تغطيةً أشمل للسوق وتوزيعاً أوسع لنِسَب المخاطر.
تتمتع الولايات المتحدة بأكبر اقتصادٍ في العالم من حيث إجمالي الناتج المحليّ الاسمي، في حين تحتل الصين المرتبة الثانية خلفها مباشرةً، لكنّ الصورة قد تتغير عند النظر إلى المزيد من التفاصيل. فمنذ عام 2020، اعترف صندوق النقد الدولي (IMF) بالصين كأكبر اقتصاد في العالم على أساس تعادُل القوة الشرائية (PPP)، وهو مقياسٌ يأخذ في الاعتبار الاختلافات في تكاليف المعيشة بين البلدان.
لا تفوّت الفرصة
in numbers
